ما أشبه الليلة بالبارحة.. تواطؤ الإخوان مع الحوثي بصنعاء يتكرر في حجور
ما أشبه الليلة بالبارحة.. هذه العبارة تستطيع أن تلخص المقارنة ما بين وقائع سيطرة الحوثي على صنعاء قبل خمسة سنوات تقريبا، وبين محاولاتها الجارية لإخضاع قبائل حجور للسيطرة على مديرية كشر بمحافظة حجة، وفي كلا الحالتين فإن التواطئ الإخواني مع المليشيا الانقلابية يبدو العنوان الأبرز.
وبالنظر إلى ما جرى في 21 سبتمبر من العام 2014 حين سيطرت المليشيات الحوثية على صنعاء كان ذلك بشكل ممنهج وباتفاق مسبق بين الانقلابيين وعلي محسن الأحمر، المنتمي للتنظيم الإرهابي والذي كان يقود الفرقة الأولى مدرع، وكانت بمثابة قوة عسكرية تصم 23 لواء، 5 ألوية مدرعات ودفاع جوي وصواريخ وتضم أكثر من 20 كتيبة مدربة على استخدام المدرعات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وحرب الشوارع، إلا أن قائدها في ذلك الوقت «علي محسن الأحمر» سلمها للحوثيين وفر هاربًا من صنعاء .
الأمر ذاته يتكرر اليوم في حجة على يد اللواء يحيى صلاح قائد المنطقة العسكرية الخامسة وهو معروفٌ بموالاته لنائب الرئيس علي محسن الأحمر وجماعة الإخوان الإرهابية، بعد أن تقاعس عن مساعدة القبائل الموجودة هناك وتركها بمفردها تواجه المليشيا الانقلابية بالإضافة إلى مساندة جوية من التحالف العربي لم تسعف القبائل لتحقيق نصرها الاستراتيجي على أرض الواقع.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن محسن الأحمر لجأ إلى إقالة يحيي صلاح من منصبه بسبب ما قيل إنّه فشله في فك حصار مليشيا الحوثي الانقلابية عن مديرية حجور بمحافظة حجة، بعد ساعات قليلة من استدعاء "صلاح" إلى العاصمة السعودية الرياض، رفقة ماجد الحربي قائد العمليات المشتركة في جيزان والمشرف على المنطقة، وهو ما يزيد من احتمالات وجود مؤامرة إذ أن استدعائهم في أثناء اشتعال المعارك وترك الجبهة بدون قائد يبرهن على أن هناك خطة لترك القبائل تواجه مصيرها بمفردها.
وصدر قرار تعيين يحيى صلاح" قائداً للمنطقة العسكرية الخامسة في فبراير من العام الماضي، وقد تمّت ترقيته آنذاك إلى رتبة "عميد"، وهو معروفٌ بموالاته لنائب الرئيس علي محسن الأحمر وجماعة الإخوان الإرهابية، حيث كان قد اختاره "الأخير" قبل 2011 قائداً للكتيبة الأولى في اللواء 121 مشاة بمحافظة صعدة والتي كانت تتمركز في معسكر الصيفي، حتى وُصف صلاح بأنّه "ظل الأحمر".
اللافت أنّ وقت تعيين "صلاح" تزامن معه انتشار مقطع فيديو ظهر فيه ومرافقوه "يستسلمون" للمليشيات الحوثية ويسلمون الأسلحة لهم، وهو ما أثار انتقادات وتساؤلات حول تعيين الرجل في هذا المنصب العسكري المهم.
وكانت مصادر قد كشفت - أمس الجمعة - تفاصيل اقتحام الانقلابيين منطقة العبيسة وعدداً من القرى المجاورة شمال شرقي مديرية كشر بمحافظة حجة، قائلةً إنّ المليشيات تشن حرب إبادة على تلك القرى بعدما استمرت في قصفها بشكل عنيف بالدبابات والصواريخ ما تسبب في تدمير وإحراق عدد من القرى وتشريد أكثر من 2000 أسرة.
وأعلنت تقارير إخبارية يمنية، اليوم الأحد، مقتل القائد الميداني لـ“مقاومة حجور“ بمحافظة حجة، شمال غربي البلاد، أبو مسلم الزعكري، على يد الحوثيين، وقال رئيس فرع حزب المؤتمر في المحافظة وعضو مجلس الشورى، فهد دهشوش، إنّ ”القائد أبو مسلم الزعكري استشهد صباح اليوم، في مواجهات مع ميليشيات الحوثي الانقلابية“.
وأضاف دهشوش أنّ ”الحوثيين مثّلوا بجثة القائد الزعكري، كما أسروا أولاده وأسرته بالكامل وفجروا منزله غرب مديرية كشر“.
وسلط نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، الضوء على التواطؤ الإخواني في حجور، وذلك خلال نعيه قائد مقاومة حجور، أبو مسلم الزعكري، قائلا: "هذا البطل الشامخ حيا وميتا أخي أبومسلم تشاركنا لصد العدوان الحوثي الفارسي منذ2013م وأذقنا الحوثيين العلقم".
وتابع في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "خذلك إخونج الشياطين من باعوا حجور للحوثي وأسلموها وهم من حولها بقواتهم يتفرجون ولم يغنِ مدد الجو ليتخلصوا منك ورجالك الشرفاء ومن كل من يعرف حقيقتهم".