أبو مسلم الزعكري.. ضحية فشل الشرعية في حجور

قُتل، صباح اليوم الأحد، الشيخ أبو مسلم الزعكري، القائد الميداني لمقاومة حجور بمحافظة حجة - شمال غرب اليمن، وذلك بعد شهرين تقريبا من مقاومة الإرهاب الحوثي استطاع خلال هذه الفترة أن يحقق انتصارات ونجاحات عديدة، غير أن غياب دعم الشرعية وفشلها في مساندة قبائل حجور، وتواطؤ الإخوان التابعين لها مع مليشيا الحوثي لم يمكنه من تحقيق الانتصار على العناصر الانقلابية ليفارق الحياة.

وقال رئيس فرع حزب المؤتمر في المحافظة الشيخ فهد دهشوش، أن القائد أبو مسلم الزعكري قٌتل صباح اليوم في مواجهات مع المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً، وأن الحوثيين مثلوا بجثة بجثته وأسروا أولاده وأسرته بالكامل بعد تفجير منزله - غرب مديرية كشر.

وبالرغم من أن قائد مقاومة حجور كان قليل الظهور الإعلامي، لكنه عمد على توجيه رسائل عدة قبل ساعات من مقتله، والتي قد تكون أحد الشعارات المؤثرة في القبائل التي مازالت تخوض معارضة ضارية ضد العناصر الانقلابية.

وقال الشيخ أبو مسلم الزعكري" نحن لا نقاتل من أجل البقاء أحياء وإنما نقاتل من أجل كرامتنا ولذلك دمائنا رخيصة من أجلها وأرواحنا ثمن رخيص لها.
وفي آخر الرسائل التي نشرها "الزعكري" في حسابه الرسمي على فيسبوك قال:"اكتبي يا أقلام التاريخ إننا أحرار مرفوعي الهامات في زمن الذلة والانبطاح ويكفينا شرفا أننا نستشهد من أجل حق شرعي مكفول عبر كل الديانات السماوية وإلا عراف القبلية والقوانين الدولية وان من يعتدي علينا مخالف لكل ذلك لذا نقول بخ بخ يا أحرار حجور هل تعلمون أن كل الأحرار يغبطونكم على هذه العزة والرجولة والثبات".

كما نشر تغريدة أخرى قبل 48 ساعة من استشهاده قال فيها " الحمدلله نشعر بطمئنينة لا نظير لها واقسم بمن خلق ورزق أنها لم تهتز في شعرة واحدة رغم ضخامة الهجمة وضراوة الحرب إلا إنني ومن معي على بصيرة من أمرنا نحن ندافع عن حقوق ثلاثة شرع الله لنا الدفاع عنها دمنا آمالنا وعرضنا ولا يحق لأحد أن يستحلها مهما كانت صفته ونسبه لأنها حقوق خاصة ومن تنازل عنها بذلة فقد ضيع ما تفضل به الله ويعتبر مضيع للنعمة ومن ضيع النعمة حلت عليه النقمة.

وفي المواجهات الأخيرة فجرت مليشيات الحوثي منزل رئيس حزب الإصلاح في المديرية الشيخ علي فلات فيما لا يزال مصيره مجهول حتى اللحظة. كما أصيب الشيخ القبلي زيد عرجاش بجروح خطيرة ولايزال مصيره مجهول حسب المصادر.

يأتي هذا بعد مواجهات بين الحوثيين وقبائل حجور استمرت قرابة 50 يوما قتل فيها العشرات من مليشيات الحوثي إضافة إلى عدد من أبناء القبائل انتهت بهجمات مكثفة للمليشيات الحوثية على مديرية كشر من مختلف الجهات بعد قصف صاروخي ومدفعي مكثف على الأحياء والقرى.

وأرسل عيدروس قاسم عبدالعزيز الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى لقوات المقاومة الجنوبية، وهاني علي بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، برقيتي تعزية ومواساة، إلى أسرة وذوي الشيخ أبو مسلم الزعكري، قائد مقاومة حجور بمحافظة حجة، الذي قتل اليوم وهو يقود معارك مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية.

وحيّت البرقيتان بطولة ما أسمته صمود القائد الزعكري وإخوانه، في التصدي لغطرسة مليشيا الحوثي، وخوضه وحيداً معركة رفض حالة الذل والخنوع الذي تسعى المليشيات لفرضها على حياة أهالي حجور في ظل خذلان قيادات ومقاتلي حزب الإصلاح للمنطقة وأهلها ومقاومتها، وتمكين المليشيات من الإنفراد بها.

وقالت البرقيتان إن تفجير المليشيات لمنزل الشهيد البطل أبو مسلم الزعكري، في مديرية كُشر، دليل جلي على استشعار هذه المليشيات للألم من هذا القائد الذي قاتل وصمد واستشهد واقفاً في ظل خذلان مخزي من قبل الجماعات الإخوانية التي استأثرت بالدعم والسلاح المقدم لجبهة حجور لصالحها دون أن تسهم في أي معارك حقيقية لصد المليشيات الحوثية.

وأشادت برقيتا رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ونائبه، ببطولات وتضحيات المقاومة الشمالية الشريفة، وفي مقدمتها مقاومة حجور في مواجهة الحوثي وآلته العسكرية الضخمة ، مؤكدتين دعم المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية لكل جهود ونضال الشرفاء والصادقين في الشمال حتى القضاء على مشروع الانقلاب الحوثي .