كشر منطقة منكوبة.. الأمم المتحدة تصمُ آذنها وتُغمض أعينها
على الرغم من مرور قرابة الشهرين على المعارك المشتعلة في محافظة حجة وبالتحديد قرب مديرية كشر، إلا أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة تصر على أن تصم آذانها وتُغمض أعينها عن كم الدمار الهائل الذي تشهده المديرية والتي أعلنت السلطة المحلية، اليوم الأحد، أنها منطقة منكوبة لعلها تجد من يلتفت إليها.
واكتفت الأمم المتحدة، الخميس، بالتعبير عن قلقها المتوقع والمتستمر إزاء تطورات الأوضاع في حجور، داعية إلى التهدئة وضبط النفس، وجاءت الدعوات الأممية في وقت متأخر من مساء الخميس، على لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك خلال مؤتمر صحافي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية.
وفيما تحدث دوغريك عن القتال الذي تشهده مديرية كشر بين قبائل حجور والميليشيات الحوثية، من أكثر من شهرين، قال: «يشعر زملاؤنا في العمل الإنساني بالقلق إزاء الأنشطة العسكرية في حجور، والتداعيات الإنسانية الناجمة عن استمرار العنف على حياة المدنيين».
وكعادة الأمم المتحدة أكتفت بدعوة جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال تؤدي إلى مزيد من التصعيد، لكنها وكعادتها أيضا لم تفرق ما بين مرتكب الجريمة والجاني، لتعطي الحوثي شرعية الاستمرار في ارتكاب الجرائم المروعة.
أعلنت السلطة المحلية بمحافظة حجة اليوم الأحد، مديرية كشر، مديرية منكوبة، جراء الجرائم الوحشية التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق أبناء المديرية.
وأعربت السلطة المحلية في بيان لها عن فخرها واعتزازها بالملاحم البطولية التي يسطرها أبطال قبائل حجور بمديرية كشر، وثباتهم وتضحياتهم منقطعة النظير مؤكدة أن أبناء حجور سطروا ملحمة تاريخية ستدرس للأجيال وستسجل بحروف من نور في انصع صفحات التاريخ.
وطالب البيان كافة المنظمات الدولية الإنسانية بالقيام بمسؤولياتها الإنسانية، والمجتمع الدولي للتدخل فورا لإيقاف المجازر الوحشية التي تمارسها المليشيات الحوثية المتمردة في حق أبناء مديرية كشر .. مطالباً القيادة السياسية والحكومة القيام بمسؤولياتها تجاه الوضع الكارثي الذي فرضته المليشيا على أبناء هذه المديرية الذين باتوا مهددين بالموت والإبادة.
لم يكن هذا هو البيان الوحيد الذي يطالب المجتمع الدولي بالتدخل، إذ أن أطراف في الحكومة الشرعية ومنهم وزير الإعلام ووزير حقوق الإنسان طالبوا بالأمر ذاته، لكن هذه المطالب لم تجد آذان صاغية حتى الآن.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، طالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، في بيان رسمي، بالتدخل من أجل إنقاذ قبائل حجور من الجرائم التي ترتكبها ضدهم الجماعة الحوثية منذ نحو 50 يوماً، محذراً من مصير لسكان مديرية كشر على يد الحوثيين يشبه مصير الإيزيديين على يد تنظيم «داعش».
فيما حذر وزير حقوق الإنسان الدكتور محمد عسكر من جرائم إبادة جماعية ترتكبها ميليشيا الحوثى الانقلابية بحق المواطنين فى قرى مديرية كشر حجور بمحافظة حجة، مشيرا إلى أن العالم سيفيق من غفلته على مأساة إنسانية كارثية هي الأكبر في اليمن تذكرنا بجرائم الإبادة الجماعية التى تعرض لها الأيزيديون على يد تنظيم داعش الإرهابي".
وقال الوزير محمد عسكر، خلال مؤتمر صحفي، عقده اليوم الأحد، بمقر السفارة اليمنية بالقاهرة لاستعراض جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثيين الانقلابية بحق أبناء قبائل حجور بمحافظة حجة، إن الحوثيين يفرضون حصارا مدقعا على قبائل حجور اليمنية الواقعة بمديرية كشر في محافظة حجة شمال اليمن وارتكبوا جرائم حرب وإبادة، حيث قامت مليشيات الحوثى بقتل النساء والأطفال وتدمير مواقع عدة بالمنطقة.
أضاف عسكر أن هناك حوالى 62 حالة قتل و217 مصابا بينهم 17 امرأة، و1769 حالة تدمير للمنازل فى منطقة حجور حتى الآن وأحرقت الميليشيا المزارع، واتبعت سياسة التهجير القصري لأهالي 27 قرية منها قرى بنى مالك وبنى جيهان وبنى عكران وبلغ عدد النازحين من الأسر اليمنية 4268 أسرة.
وأوضح عسكر، أن مليشيا الحوثى كثفت من هجماتها على قرى المديرية، وقصفت بالصواريخ الباليستية وبالدبابات والمدفعية ومختلف أنواع الأسلحة بشكل هستيرى وعشوائى منازل ومزارع المواطنين والمدارس والمساجد فى قرى العبيسة، وأن المعلومات الميدانية تؤكد سقوط مئات المدنيين بين قتيل وجريح جراء هذا القصف البربري.
وأشار الوزير ، إلى أن هذه الجرائم تأتى فى ظل حصار خانق تفرضه المليشيا على المديرية وقطع إمدادات الغذاء والماء والدواء وغياب لكل مقومات الحياة، وموجة نزوح وتهجير داخلي هي الأكبر في تاريخ اليمن لعشرات آلاف من المواطنين الذين تركوا منازلهم ولجئوا للجبال البعيدة عن مناطق القصف. وبعث معالي وزير حقوق الإنسان نداءً إنسانيًا عاجلًا للأمين العام للأمم المتحدة لوقف المجازر تجاه المدنيين والانسحاب من المنطقة واعتبار حجور منطقة منكوبة تحتاج إغاثات عاجلة وفرح ممرات أمنة لخروج المساعدات للأهالي.