بمساعدة الإمارات.. الإرهاب في اليمن من الشوارع إلى الكهوف

الثلاثاء 12 مارس 2019 02:19:57
testus -US
الأربع سنوات الماضية والتي انطلقت فيها عاصفة الحزم كانت شاهدة على العديد من النجاحات العسكرية التي حققها التحالف العربي وفي القلب منه دولة الإمارات العربية المتحدة بدءا من تحرير العديد من المحافظات التي كانت تحت سيطرة مليشيا الحوثي ووصولا إلى تحقيق انتصارات عسكرية على العناصر الإرهابية وعلى رأسها القاعدة وداعش في العديد من المناطق التي كانت تتواجد بها.
وبالتوازي مع المعركة التي يخوضها التحالف العربي ضد ميليشيا الحوثي الإيرانية لاستعادة الشرعية وقطع يد إيران في اليمن، يدعم التحالف معركة أخرى لا تقل أهمية، وهي الحرب ضد التنظيمات الإرهابية التي استغلت الانقلاب للانتشار في عدد من المحافظات، حيث تخوض دول التحالف أكثر من معركة، وفي نفس الوقت، من أجل إنقاذ اليمن من خطر الحوثيين المدعومين من إيران، والتنظيمات الإرهابية التي تشكل خطراً، ليس على اليمن فحسب وإنما على المنطقة والعالم.
فعلى سبيل المثال حتى وقت قريب، كان وصول الأجهزة الأمنية اليمنية إلى جبال محافظة أبين، أمراً مستحيلاً، بسبب انتشار الجماعات الإرهابية في هذه المناطق، والتي تستغل صعوبة الطريق والتضاريس الجبلية الصعبة لتوفير الحماية لها ولمعسكراتها التدريبية ومخازن أسلحتها، لكن الوضع اختلف الآن في ظل السيطرة الأمنية على تلك المناطق.
لم يقتصر الأمر على محافظة أبين، بل امتد الأمر إلى عدد من المحافظات، منها شبوة وحضرموت، التي استغلت فيها التنظيمات الإرهابية تساهل النظام السابق وتوغل عناصر متشددة فيه، لتسهيل تحركاتهم وحمايتهم في أوقات كثيرة، قبل أن يحقق التحالف العربي والعناصر الأمنية هناك انتصارات عديدة فيها.
وبدعم إماراتي كبير، تم تأسيس أجهزة أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب، وتزويد هذه الأجهزة بكل الإمكانيات والقدرات التي تؤهلها لخوض معارك ضد التنظيمات الإرهابية في الجبال والصحارى، وخلال وقت قصير، تمكنت هذه الأجهزة من تطهير مدينة المنصورة في عدن، ومحافظة لحج، وشبوة، وتحرير مدينة المكلا وتأمينها، ومطاردة العناصر الإرهابية في جبال أبين.
وأسهم الدعم الإماراتي بشكل كبير جداً في تراجع عمليات تنظيمي القاعدة وداعش في مختلف المحافظات، بسبب تفكيك خلاياهم، ومطاردتهم في أوكارهم والوصول إلى مخازن أسلحتهم ومعسكرات تدريبهم.
وبعد أن كانت الجماعات الإرهابية تتجول وتسرح وتمرح في مراكز المدن والمحافظات، باتت اليوم تلفظ أنفاسها الأخيرة في جبال وشعاب الأرياف البعيدة عن المدن. وعلى الرغم من ذلك، تواصل الأجهزة الأمنية مطاردتها داخل معاقلها الأخيرة في الجبال الوعرة، حيث تقوم قوات الحزام الأمني والدعم والإسناد بملاحقة فلول هذه الجماعات في جبال مودية بمحافظة أبين.
 وتنفذ هذه الأجهزة عملية نوعية في المديرية، من خلال الهجوم على آخر معاقل الإرهاب في هذه المنطقة، وتحديداً في معسكر وادي عمران، حيث تمكنت قوات الحزام الأمني من السيطرة على المعسكر وقتل عدد من عناصر القاعدة، والعثور على كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة.
قال العميد منير اليافعي، قائد اللواء الأول دعم وإسناد والمشارك في المعركة، إن التنظيمات الإرهابية في تراجع كبير بفضل دعم الأشقاء في دولة الإمارات. وأضاف أن قوات الحزام الأمني نفذت عملية ناجحة في منطقة عمران، بدعم وإسناد من طائرات التحالف، حيث تم السيطرة على معسكر تدريبي للقاعدة، بالإضافة إلى أسلحة مختلفة كان يستخدمها التنظيم في عملياته.
أكد العميد عبداللطيف السيد، قائد الحزام الأمني في أبين، أن قواته اقتحمت أحد أهم معسكرات القاعدة، حيث نفذ عناصر التنظيم حوالي 20 عملية انتحارية ضد قوات الحزام الأمني في المحافظة من خلال هذا المعسكر.
 وأضاف أن أهمية معسكر عمران، نقطة التقاء العناصر الإرهابية وانتشارهم في محافظات أبين والبيضاء وشبوة وحضرموت، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الحزام الأمني والنخبة الشبوانية والحضرمية. وشكر دولة الإمارات على دعمها المتواصل لقوات الحزام الأمني في أبين، حيث كان لهذا الدعم الأثر الكبير في الانتصارات التي تحققت ضد الإرهاب.
ويرى مراقبون أن الضغط الشديد لتحالف دعم الشرعية في اليمن دفع تنظيمي القاعدة وداعش إلى التقوقع في أضيق نطاق، فالتنظيمان يخسران في كل يومٍ الجغرافيا والمناصرين والقيادات، كما أنّ التحالف العربي نجح في قطع الطريق عليهما في أغلب مناطق انتشاره التقليدية، في محافظات شمال وجنوب ووسط اليمن.
وتعمل قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بشكل حثيث على منع انتقال التنظيمات الإرهابية مثل تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين إلى المناطق التي تستعيدها قوات الشرعية، وذلك بعد تحريرها من الميليشيات الحوثية، بالتوازي مع العمل على تحرير المزيد من المناطق من سيطرة التنظيمات الإرهابية التي تتلقى ضربات موجعة بشكل مستمر.
باتت الجماعتان الإرهابيتان في مرحلة هي الأسوأ، والأكثر ضعفاً في اليمن. حيث فقد تنظيم القاعدة أهم عناصره التي كان يعتمد عليها ميدانياً وإعلامياً، وفر إلى مخابئه القديمة في الكهوف والجبال وشعاب الأودية، فيما أصبح تنظيم داعش أضعف من أن يكون له تهديدات خارجية.
ويمر التنظيمان بفترة عصيبة أخيراً، إثر تلقي الأول هزائم عميقة، هزت كيانه، وأثرت على مستوى الاستقطاب والتمدد الذي كان يجيده، ويجدد خلاياه وينعشها، في حين يبدو «داعش»، كتنظيم وليد في اليمن، لم يستطع إظهار نفسه بنفس قوة «القاعدة»، فضلاً عن «داعش» الأم في بلاد الشام والعراق.