إنجازٌ يتحدى العدوان الحوثي.. سيدة تُعيل أسرتها بتعليم قيادة السيارات
"من رحم المعاناة يُولد الإنجاز".. مقولةٌ رفعتها "نبيلة عبد الله" شعاراً يزين حياتها الصعبة، بعدما قطعت بها الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية، السُبل نحو حياة هادئة مستقرة.
طوال 30 سنة، عملت "السيدة اليمنية" مدرسةً وقد كانت تعيش حياة جيدة نسبياً ، حتى جاءت حرب المليشيات فلم تعد تتقاضى راتبها لا هي ولا زوجها الذي حبسه مرضُه بالسكري وارتفاع ضغط الدم في معتقلٍ منزل الحياة الأسرية، فلم تجد الزوجة إلا السيارة التي حصدتها كجائزة من عملها لتعليم النساء وتدريبهن على قيادة السيارات.
تُعيل "نبيلة" أسرتها التي تضم أيضاً ثلاثة أطفال من عملها هذا، وتقول لوكالة "رويترز": "نظراً لما مشينا فيه 3 سنوات بدون رواتب.. وانقطاع الرواتب عمل لنا أزمة في الحياة نفسها ما قدرنا ندرس عيالنا ما قدرنا نعيش حياتنا زي الناس.. ما هي عيشة فاضطرينا نفتح المشروع طبعا هذا المشروع خاص بالنساء".
وتضيف أنّه ليس من الغريب رؤية النساء وهن يقدن السيارات في صنعاء، لكنَّهن يتعرضن أحياناً للمضايقات وهن خلف عجلة القيادة من راكبي الدراجات النارية المراهقين على الطريق.
تقوم "نبيلة" بتعليم بين خمس إلى عشر طالبات شهرياً، تدفع كل منهن 25000 ريال (100 دولار) للدورة التي تستغرق مدتها عشر ساعات كاملة، وتنقسم الدورة إلى ثلاث ساعات من الممارسة الكتابية والنظرية وسبع ساعات من الممارسة العملية داخل السيارة.
تغلّبت هذه السيدة على النتائج الكارثية التي خلّفتها الحرب الحوثية، بيد أنّ ملايين غيرها لم يمنحهم القدر حظاً سعيداً لدحر هذه المآسي الإنسانية، حيث تسبّبت الأزمة الاقتصادية التي خلفتها المليشيات في هروب رؤوس الأموال، وانخفاض قيمة العملة وارتفاع نسبة البطالة وتضرُّر الكثير من المنشآت الحيوية كالكهرباء والنفط وغيرهما، وازدياد معدلات البطالة، كما تفاقمت نسبة الفقر من 42% في عام 2014 قبل الانقلاب إلى 78.8% عام 2017 ووصلت إلى نحو 85% عام 2018.
وسبق أن كشف تقرير المؤشرات الاقتصادية لعام 2017 أنّ 85% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، مشيرةً إلى أنّ من يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في عام 2018 نحو 22 مليون شخص، وهناك ستة من كل 10 أشخاص يعانون انعدام الأمن الغذائي.
كما أوقفت المليشيات الحوثية دفع مرتبات الموظفين منذ سبتمبر 2016 وحتى يناير 2019، بينما يتم صرف مرتبات الموظفين في المحافظات المحررة بصورة منتظمة، حسبما كشفت الأكاديمية وسام باسندوة على هامش الدورة الـ40 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف التي عُقدت قبل أيام.