لا للتفاوض مع عصابات مجرمة.. انتهاكات الحوثيين تشعل أصوات غاضبة في فرنسا
حرّكت الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية ضد المدنيين، رياح الانتقادات ضدها، قادمةً هذه المرة من فرنسا، جرّاء ما تشهده محافظة حجة من جرائم إبادة جماعية للسكان هناك.
عضو مجلس أمناء المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان بباريس ميشيل رينوار قال في تصريحات لصحيفة "البيان" الإماراتية، إنّ الجرائم الوحشية التي ترتكبها مليشيا الحوثي في مديرية كشر من اجتياح للقرى والمناطق السكنية والأسواق ومراكز التجمع الجماهيري وقصفها بشكل عشوائي واختطاف المدنيين ومنع الطعام والدواء عن السكان المحاصرين، تمثّل جرائم حرب مروعة.
وأضاف أنّه يجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة القيام بمسؤولياتها تجاه هذه الكارثة الإنسانية التي وصلت حد الإبادة الجماعية، لافتًا إلى أنّه من المؤسف أنّ هذه الجرائم مستمرة منذ أكثر من شهرين، وأدَّت لمقتل وإصابة قرابة الـ300 شخص، بينما بخل المجتمع الدولي عن تقديم الدعم اللازم في مواجهة المليشيات الحوثية رغم الاستغاثات والمناشدات.
في سياق متصل، صرح للصحيفة أيضاً أستاذ السياسة بجامعة "سوربون" وعضو الهيئة العليا لحزب "الجمهورية إلى الأمام" روجيه موران، بأنَّ اتفاقية السويد تمضي عرجاء، بل تبدو في حالة دوران في الدائرة ولم تحقق خطوة واحدة إلى الأمام.
وتابع: "يشهد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث انتهاكات الحوثيين وخروقاتهم وتعمدهم نسف أي محاولة للحل أو المضي قدماً نحو السلام والتهدئة والانسحاب من الحديدة والموانئ، بل ويزداد الأمر سوءاً في جميع أنحاء اليمن، ما يعني أنّ المسار المتبع حالياً غير صحيح، ومساعي التهدئة التي انطلقت شهر ديسمبر الماضي لم تزد المشهد إلا تعقيداً، وعلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التحرك الناجع لإنقاذ هذا البلد المنكوب بخطى سريعة ووفق مسارات أخرى ضامنة لوقف جرائم الحوثي المروعة".
كما شدّد عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي دينيس ماسيجيليا، على أنَّ مليشيا الحوثي تتعمَّد عرقلة مساعي الحل السياسي، وتتمادى في ارتكاب الجرائم وخرق الهدنة لإبقاء الوضع على ما هو عليه، كونها المستفيد الوحيد من الوضع الكارثي والمأسوي الحالي، لافتاً إلى أنّه من المؤسف أن تتعامل الأمم المتحدة مع هذه المليشيات الإجرامية كطرف موثوق يمكن اعتباره جزءاً من حل أزمة اليمن، بينما الواقع يؤكد أنَّها عصابات إجرامية، وأنّ التعامل مع مثل هذه العصابات لا يكون بالتفاوض والحلول السياسية السلمية، كونها ستكلف المزيد من الدماء والدمار والكوارث الإنسانية.