رغم تنازلات الحكومة ودعم التحالف العربي.. لماذا يرفض الحوثيون تنفيذ اتفاق السويد؟

الخميس 14 مارس 2019 19:36:03
testus -US

رغم الفشل الذي يلاحق مشاورات السويد، إلا أنه بات واضحًا للعالم أجمع أن المليشيات الحوثية لا تريد إنهاء الأزمة في اليمن، والدليل على ذلك تحايلها وتهربها من تنفيذ أي بند من اتفاق ستوكهولم.

فتأجيل اتفاق الحديدة لأجل غير مسمى واعترافات المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث ورئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة الجنرال الدنماركي لوليسغارد بعدم إحراز أي تقدم، كشف للعالم أنه كلما تقدم تنفيذ الاتفاق خطوة تختلق مليشيا الحوثي العراقيل والذرائع للتهرب من التنفيذ، وكلما اقتربت لحظة تسليمها الموانئ اختلقت أسباباً للتهرب؛ لأنها تدرك تماماً مدى خسارتها بعد تسليم الحديدة وموانئها الثلاثة، بما تمثله من مصدر لتمويل حربهم ومنافذ لتهريب الأسلحة القادمة لهم من إيران، وهي آخر نقطة اتصال للمليشيات مع الخارج.

التنازلات المُقدمة من قبل الحكومة بعد وساطة الأمم المتحدة، لتسهيل تنفيذ اتفاق إعادة الانتشار على الحوثيين، بتجزئته لمرحلتين، الأولى الانسحاب من ميناءي الصليف ورأس عيسى، وفي الثانية يتم الانسحاب من ميناء الحديدة، كشفت أن المليشيات لم تقبل وتهربت من التنفيذ، ولم تقدم أية أسباب أو مبررات.

وباتت الأمور في اليمن شبه خارج السيطرة مع زيادة تعنّت مليشيا الحوثي الإيرانية الانقلابية، وزيادة خرقها اتفاق

ستوكهولم الذي تم توقيعه في 18 ديسمبر 2018 تحت رعاية الأمم المتحدة – بحسب صحيفة البيان الإماراتية.

والغريب في الأمر أنه رغم وضوح انتهاكات مليشيا الحوثي وتكرار الاتهامات الدولية لها، إلا أن البعض يذهب ويزايد على مواقف التحالف العربي، لخدمة مصالح شخصية بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب اليمني، بينما يسعى الحوثيون إلى إعادة الأمور إلى نقطة ما قبل اتفاق ستوكهولم، بعد أن أخذوا قسطاً من الراحة والاستعداد للقتال من جديد.

وقد حذرت دولة الإمارات من كل محاولات تفريغ الأزمة اليمنية من مضمونها، وإدخالها في صراعات أخرى خارج السياق لا تخدم مصالح الشعب اليمني، بل تخدم مصالح أعداء اليمن، خاصة إيران التي تسعى إلى إنقاذ مليشياتها، وأكدت الإمارات أن «الأولوية في اليمن الشقيق هي للمواجهة مع الحوثي، ومن دون ذلك لن يستقر اليمن وسيتأثر سلباً أمن المنطقة».

الموقف الدولي يزداد تطوراً وتفهماً لحقيقة الأوضاع في اليمن، وها هي الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تطالب بسرعة تنفيذ اتفاق السويد بشأن الانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها، وتبادل الأسرى والمعتقلين والتهدئة في تعز، والمعروف للجميع أن الحوثيين هم الممتنعون عن الانسحاب من ميناء الحديدة وباقي الموانئ.

وكان مجلس الأمن الدولي، قد دعا أمس الأربعاء، إلى جلسة استثنائية مغلقة، للوقوف على أسباب عدم تنفيذ المرحلة الأولى من عملية إعادة الانتشار في الحديدة، من خلال الاستماع إلى إحاطة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث.