أرقام صادمة وانتهاكات مروعة.. حصيلة شهرين من العدوان الحوثي على حجور

الخميس 14 مارس 2019 21:02:56
testus -US
"جرائم الإرهابيين، صمت الدوليين".. متلازمتان يرافقان الشعب اليمني منذ صيف 2014 عندما أشعلت مليشيا الحوثي الحرب في البلاد، فالانقلابيون من جانبهم يرفعون فوهات بنادقهم، بينما المجتمع الدولي يجلس في مدرجات الحرب الدموية، مستمتعًا على ما يبدو ببحورٍ دماء تسيل كهديل مطر في إحدى ليالي صقيع القطب الشمالي.
في مديرية كشر وضد قبائل حجور، كانت الجريمة الأكثر بشاعة، فحسبما كشفت منظمات حقوقية فإنّ المليشيات الحوثية ارتكبت ثمانية آلاف جريمة في محافظة حجة خلال شهرين فقط، يحدث كل ذلك والمجتمع الدولي لا يزال يناشد المليشيات لاحترام اتفاق السويد، دون أن تكترث هي ببنوده، أو يمل هو من تكرار الطلب الذي يُطلَق عليه على صعيد واسع بأنّه "تسوّل".
المنظمات الحقوقية كشفت عن هذه الجرائم خلال وقفة تضامنية في مدينة مأرب، بحضور مندوبي وسائل إعلام دولية، حيث بيّنوا حجم الممارسات والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها مليشيا الحوثي، وترقى إلى جرائم حرب، مستغربين مما وصفوه بـ"الصمت السلبي" من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية عن تلك الجرائم، التي طالت المدنيين والنساء والأطفال في المنطقة.
وتشير الحصيلة الأولية إلى أنّ حالات الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية بحق أبناء مديرية كشر خلال شهرين بلغت 7921 حالة انتهاك، بينها 205 حالات قتل، منهم 20 طفلاً و30 امرأة.
وتنوعت جرائم القتل بين الإعدام المباشر والإعدامات الجماعية والقصف بالأسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ الباليستية على المنازل بمن فيها من النساء والأطفال، بالإضافة إلى استخدامهم دروعاً بشرية.
كذلك، قامت المليشيات بتفخيخ وتفجير وإحراق 150 منزلاً، منها 75 منزلاً دُمِّرت بالكامل بعد نهب محتويات معظم تلك المنازل، وكذا إحراق وتفجير أكثر من 35 شاحنة تستخدم لنقل المياه.
وبلغ عدد الجرحى 480 جريحاً، منهم 60 امرأة، و30 طفلاً في حين بلغ عدد المختطفين والمخفيين قسرياً 170 بعضهم اختطفوا وجراحهم تنزف دون تقديم الخدمات الإسعافية لهم.
واشتملت حالات التهجير القسري في حجور على 1650 حالة في حين بلغ عدد الأسر النازحة أكثر من 5 آلاف أسرة في الوقت الذي سيطرت فيه الميليشيات الحوثية 186 مزرعة، وقامت بإتلاف 45 مزرعة أخرى.
وفي محاولة من المليشيات لوأد الانتفاضة ضدها في حجة، لجأ الانقلابيون إلى تصفية كبار قيادات مقاومة رجال القبائل في منطقة حجور.
وأوضحت مصادر قبلية أنّ تصفية قادة المقاومة القبلية التي صمدت في مواجهة الآلة العسكرية الحوثية نحو 50 يوماً، جاء إثر عمليات تنكيل بالسكان في مديرية كشر ابتداءً من مدخلها الشرقي في منطقة العبيسة وصولاً إلى الجهة الغربية.
وأكَّدت المصادر أنّ المليشيات الحوثية قامت بعد السيطرة على مناطق بني سعيد غرب مديرية كشر، بتصفية القيادي البارز في المقاومة الشيخ علي فلات الحجوري وشقيقه حمزة، إضافة إلى تصفية القيادي في المقاومة الشيخ محمد حمود العمري مع أبنائه، وكذلك القيادي محمد الهادي، بعد أن رفضوا الاستسلام للانقلابيين، علماً بأنّ الصحيفة نفسها كانت قد نقلت بالأمس عن مصادر أخرى قولها إنّ العمري والحجوري لم يقتلا، لكنّهما أصيبا لكن دون معرفة مكانهما.
ودعت المنظمات - في بيان - إلى إدانة الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، وطالبت الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان بالقيام بواجبها القانوني والأخلاقي؛ وإدانة هذه الجرائم والضغط على مليشيا الحوثي لوقف عمليات الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها.
كما طالب البيان، المنظمات الحقوقية بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي تخصص لمناقشة الوضع الكارثي في حجور واتخاذ قرارات دولية تلزم الميليشيات الحوثية بوقف عمليات الإبادة والإعدامات الجماعية، وتوفير الرعاية الصحية للجرحى، ووقف عملية الاختطافات، والإخفاء القسري، ونهب وإحراق ممتلكات المواطنين.
كما ناشد البيان، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن جريفيث على القيام بواجبه القانوني والأخلاقي في إدانة هذه الجرائم ومغادرة مربع سياسة الترضية وغض الطرف تجاه انتهاكات مليشيا الحوثي، وحثّ المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي ومنها الصليب الأحمر الدولي إلى القيام بواجبهم من خلال علاج الجرحى وتوفير الحماية الخاصة لهم بما يضمن عدم اختطاف ميليشيات الحوثي لهم من المستشفيات والمستوصفات التي يتلقون العلاج فيها، ونقل الحالات التي تحتاج إلى علاج في الخارج.