التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين.. تصريحات علنية ينقصها الدعم العسكري
صعًدت الولايات المتحدة الأمريكية من لهجتها ضد المليشيا الانقلابية في مناسبتين متتاليتين الأسبوع الجاري، سواء من خلال وزير الخارجية مايك بومبيو أو عبر السفير الأميركي في اليمن ماثيو تولر، وذلك ضمن سياسية أمريكية تسعى لمواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة، غير أنها في الوقت ذاته ينقصها الدعم العسكري المطلوب للتحالف العربي وتحديدا مع حلفائها السعوديين والإماراتيين لإنهاء الانقلاب الحوثي.
ويرى مراقبون أن المعادلات اليمنية باتت صعبة للغاية وإفرازات حلول مجتزئة لمجرد تصريحات أميركية مفاجئة لن تقدم معالجات صحيحة، وأن الوضع بحاجة إلى ضغط دبلوماسي وعسكري من جبهات عدة تدفع الحوثي ومن وراءها إيران للخضوع والاستسلام.
ويذهب البعض للتأكيد على أن الولايات المتحدة يجب أن تضع أجندتها التي تحددها عبر حلفائها السعوديين والإماراتيين السيناريوهات المستقبلية لبلد قادر على استنزاف المنطقة والعالم في حرب طويلة، في ظل استمرار مكاسب أطراف عدة من استمرار الحرب على هذا النهج.
شهد الموقف الأميركي تصعيدا جديدا في الموقف المناوئ للميليشيات الحوثية، وهو ما كشفت عنه تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو خلال لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، إضافة إلى تجديد واشنطن دعمها للتحالف العربي كجزء من استراتيجيتها لمحاصرة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وبحث بومبيو مع غريفيث في واشنطن، الجمعة، مستجدات الملف اليمني، وفقا لبيان صادر عن نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو، الذي أشار إلى أن اللقاء تطرق إلى جهود تنفيذ اتفاقات السويد وفي مقدمتها إعادة الانتشار في الحديدة وتبادل الأسرى والخطوات القادمة في العملية السياسية.
ونقل بالادينو عن وزير الخارجية الأميركي قلقه مما وصفه بمماطلة الحوثيين “عمدا لإعاقة التقدم” في تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وتشديده على “ضرورة احترام الأطراف للالتزامات التي تعهدوا بها في السويد ومواصلة العمل للدفع بالعملية السياسية قدما”.
وترافقت تصريحات وزير الخارجية الأميركي مع تصريحات مماثلة أطلقها السفير الأميركي في اليمن ماثيو تولر، الخميس، أكد فيها على “عرقلة الحوثيين لتنفيذ خطة إعادة الانتشار في الحديدة واتفاق ستوكهولم”.
ويرى سياسيون ان التحول الأميركي بأنه فاتحة لتحول الموقف الدولي عموما من هذه القضية، وهو ما سيسهم في اكتمال الصورة بخصوص مشروع إيران في اليمن، غير أن هذا التحول يبقى ناقصا من دون وجود قوة عسكرية تابعة للتحالف العربي تستطيع أن تحسم المعركة في ظل المناورات الحوثية الرافضة لتنفيذ اتفاقيات السلام.
ويعول الكثيرون على تطابق الموقف الأمريكي والبريطاني من مليشيا الحوثي بعد أن انكشفت ألاعيبها أمام العالم، في أن يكون هناك تحرك إقليمي يردع المليشيا الانقلابية، والمرتبطة أساسا بالمشروع الإيراني لزعزعة الأمن في المنطقة، ومن ثم التعامل مع الجماعة المتمردة في إطار الإستراتيجية الدولية لمواجهة إيران وأذرعها العسكرية.
وتؤكد كافة التصريحات التي تطلقها الأمم المتحدة ليل نهار انهيار العملية السياسية في اليمن وترفض الاعتراف بذلك خوفًا من إدانات المجتمع الدولي، إضافة إلى معرفة الجميع أن مليشيا الحوثي تستهدف إفشال اتفاق ستوكهولم، وذلك إثر مئات الخروقات التي ارتكبتها وامتناعها عن الانسحاب من الحديدة والموانئ الأخرى.
واتفق طرفا الصراع في مشاورات السويد على إعادة الانتشار المشترك لقواتهما من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة وموانئها الثلاثة، ووقف إطلاق النار في المدينة وموانئها، مع السابع من يناير الماضي، بالإضافة إلى تبادل الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز، غير أن ذلك لم يتم حتى الآن، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بإفشال الاتفاق.