من المساعدات إلى المحلات التجارية.. الحوثي يسرق الغذاء من أفواه اليمنيين

الأحد 17 مارس 2019 23:53:52
testus -US

فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية جبايات مالية ومواد غذائية على مالكي المراكز والمحلات التجارية في مديرية الثورة بصنعاء، في خطوة تالية لنهب المساعدات الغذائية الواردة من منظمات دولية لإغاثة المواطنين في المحافظة التي تسيطر عليها عناصر الانقلاب وتعاني حصارا من جميع الأطراف يهدف لتجويع المواطنين.

وقال مالكو محال تجارية، إن مليشيا الحوثي فرضت عليهم دفع جبايات مالية ومواد غذائية في حي تونس بمديرية الثورة تحت مسمى تقديم قافلة لعناصرها المرابطين في جبهات القتال، مشيرين إلى أن المليشيا هددت بإغلاق المحلات التجارية في حال تخلف مالكوها عن دفع إتاوات مالية أو أي مواد غذائية أو عينية لهم ويجبرهم على دفعها.

الجدير بالذكر أن مليشيا الحوثي فرضت على الشركات التجارية وملاك العقارات والشقق السكنية إتاوات مالية تحت عدة مسميات من ضمنها "الضرائب، الواجبات الزكوية" و"مجهود حربي" في إطار عملياتها المنظمة والممنهجة لنهب المواطن وتجويعه بعد نهبها الكلي لإيرادات مؤسسات الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي جعلت 15.9 مليون شخص، أي 53 في المئة من السكان، يواجهون "انعدام أمن غذائي شديدا وحادا" وبأن المجاعة تشكل خطرا إذا لم يُتخذ إجراء لمنعها فورا.
وكشف البرنامج، أن مساعدات غذائية مخصصة ليمنيين يعانون من الجوع الشديد تُسرق وتباع في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثيين.

وقال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي في البرنامج "هذا الفعل يصل إلى سرقة الطعام من أفواه الجائعين، في وقت يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يملكون ما يكفي من طعام، يعد هذا فعلا شائنا. يجب أن يتوقف هذا السلوك الإجرامي على الفور".

وأضاف أن مراقبيه جمعوا صورا وأدلة أخرى تثبت نقل الطعام بشكل غير مشروع على متن شاحنات من مراكز مخصصة لتوزيع الطعام وإن مسؤولين محليين يزيفون السجلات ويتلاعبون في اختيار المستفيدين، وأنه تم اكتشاف أن بعض مواد الإغاثة الغذائية تُمنح لأشخاص ليسوا مستحقين لها ويباع بعضها لتحقيق في أسواق العاصمة".

وقال بيزلي إنه يطالب السلطات الحوثية بوقف تحويل وجهة الطعام والتأكد من وصوله إلى من يحتاجونه.

وخلال الشهر الماضي، أظهرت لقطات عرضتها فضائية “العربية” إتلاف الانقلابيين لكميات كبيرة من المساعدات الغذائية بغية مضاعفة الأزمة الإنسانية وتكبيد المواطنين أثماناً فادحة.

اللقطات أظهرت وجود كميات هائلة من المساعدات الغذائية تحتجزها المليشيات، وتبيّن أنّها مقدمة من برنامج الأغذية العالمي، كما اتضح فساد كميات كبيرة من البقوليات والمواد الغذائية في مدرستي المعتصم والشامي في “أمانة صنعاء”.

وأصبحت كميات كبيرة من القمح تالفة بسبب زيادة فترة التخزين، فضلًا عن أنّ إحدى الصوامع تعرَّضت للقصف المباشر بقذائف الهاون من قبل المليشيات الحوثية، ما تسبَّب في اشتعال النيران فيها.

وخلال الشهر الجاري أيضا، قامت مليشيات الحوثي في صنعاء بحملة جمع جبايات من جميع التجار والصيادلة وحتى أصحاب البقالات الصغير بمسمى التحسين، إذ فرضت على جميع أصحاب المحلات التجارية والبقالات والصرافات ستة آلاف ريال رغم تفاوت حجم المحلات، وهددت الممتنعين عن الدفع بالسجن.

ولم تعد أزمة أهالي اليمن تقتصر على الانقلاب الحوثي، بل وجد اليمنيون أنفسهم مطالبين بتمويل الحرب التي تشنها الميليشيات عليهم، ففرض الحوثيون ضرائب وجمارك غير قانونية عليهم، وطالبوا التجار بدفع إتاوات وجبايات لصالح ما أطلقوا عليه «المجهود الحربي».

ووضع الحوثي صناديق التبرعات الإجبارية في كل مكان، حتى في المقابر، ونتيجة للجبايات ارتفعت الأسعار في صنعاء، في حين أن الموظف أو العامل قد لا يتمكن من صرف راتبه لشهور، لتتفاقم معاناة التجار والمستهلكين معا، وإذا حاول أحدهم الاعتراض أو رفض دفع الإتاوات المفروضة، يكون مصيره السجن، بل إن بعض التجار ورجال الأعمال فضلوا الهروب من صنعاء، خوفاً من التنكيل بهم.