رائحة النفوذ التركي القطري تفوح في أجواء الشرعية باليمن
شهدت الأيام الماضية تصاعدا واضحا في النفوذ التركي القطري داخل الشرعية وقنواتها المختلفة باليمن، بدءا من خيانة قوات الشرعية لقبائل حجور مرورا بزيادة التعاون ما بين عدد من قيادات الشرعية التنفيذيين -المحسوبين على تنظيم الإخوان الإرهابي- ومليشيا الحوثي، وكذلك التراخي الحكومي في المفاوضات مع الحوثيين، ونهاية بتطاول سفير الشرعية في الأردن على الانتقالي الجنوبي.
وبدا الائتلاف الجنوبي الذي فشل في الخروج للنور بالأساس، كاشفا عورة الشرعية التي دأبت على محاربة الجنوب، إذ أنها إحدى ممولي هذا الائتلاف، وناقض أهدافها المتمثلة في استعادة صنعاء من جماعة الحوثيين الانقلابية، وكان من المفترض أن تكون إلى جانب قبائل حجور التي كانت تخوض في الوقت ذاته معارك مع الجماعة، وليس لخوض معارك جانبية.
نشر مغردون في موقع التواصل تويتر عدة تغريدات شددت على أن الحرب ستستمر طالما عملاء قطر وتركيا هم من يسيطرون على الشرعية، وأوضحوا أن المتابع للأزمة اليمنية لا يحتاج أن يبذل أي جهد ليكشف الخيط الرابط بين الحليفتين قطر وإيران و ثنائي الشر في اليمن الحوثي وحزب الإصلاح العبث باليمن ومقدرات شعبه وأمنه هو هدف محوري الشر الخارجي والداخلي قطر وإيران ينتقمون من التحالف في اليمن والحوثي والإصلاح أدواتهم لهذا الانتقام.
وبرهن عضو المجلس الانتقالي الجنوبي، فضل محسن الشطيري، حالة التباين والتناقض التي يعيشها إعلام الشرعية. وتساءل الشطيري، متسائلا: "ما تفسير جنوبيي الشرعية في التباين الواضح في قنوات ووسائل إعلام علي محسن الأحمر، عندما يسمون تواجد دولة الإمارات العربية المتحدة في المحافظات الجنوبية احتلالا، لسيادة الوطن والعبث بأمنه، بينما تواجد نفس الدولة في المحافظات الشمالية تعاونا مشترك وأهلا وسهلا بها؟".
وقبل أيام قال المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة عبدالله الأشرف إنّ المليشيات الحوثية لا تفجر منازل قادة الجيش والسلطة بمحافظة الجوف بل يتبركون بها، وأوضح: "ليس غريباً أن نخوض حرباً طاحنة لا هوادة فيها في أرضنا ومناطقنا مع الحوثيين خلال الثلاث السنوات لأننا نريد التحرير ولكن الغريب أن يعقد محافظ الجوف اتفاقية مع الحوثيين أن منطقته آمنة للطرفين وعندما يتقدم الجيش من منطقته يطعنون منها بالكمائن والألغام" .
ويحشد مسؤولو الشرعية من خلال أبواقهم الإعلامية التابعة لحزب الإصلاح الإخواني ضد الجنوب ، ويتطاولون على الجنوب ودعوات الاستقلال التي لا بديل عنها في ظل تأزم الأوضاع في اليمن، وهي دعوات تؤكد إفلاس قيادات الشرعية في مواجهة العدو الأوحد والأول وهو مليشيات الحوثي، وبل ويؤكد أيضا على تنامي النفوذ التركي القطري المعارض لقضية الجنوب.
ويحمل حزب «التجمع اليمنى الإصلاحي»، أحد أذرع جماعة الإخوان الإرهابية، الكره للشعب اليمني، ويحمل هدفًا وأجندة يريد تنفيذها فى الأراضى اليمنية، يتلقى مقابلها المادي من ثلاث جهات معلومة، وهي: «إيران، قطر وتركيا»، من أجل إغراق اليمن فى حضن الانقلاب، والسيطرة عليه، حيث يُدار الحزب من أنقرة، ويتبع التنظيم الدولى للإخوان.
الحزب أعلن فى البداية وقوفه إلى جانب الدولة اليمنية، ودعمه للرئيس هادي، ولكن لم يظهر له أى بيان أو تصريح لقياداته بعد، أو صمود فى مواجهة الميليشيات المسلحة، قبل ظهور لقاءات سرية جرت بين قيادات الإصلاح اليمني، وزعيم المتمردين الحوثيين نشر سابقًا فى عدد من وسائل الإعلام اليمنية، وظهرت طعناته للتحالف العربى والجيش اليمنى بعدما انفصلت قطر عن التحالف.
ويعتمد حزب التجمع اليمنى الإصلاحي على ثلاثة مصادر رئيسية فى التمويل، أهمها: «أموال جماعة الإخوان الإرهابية التى تأتى من تركيا، بالإضافة إلى الأموال القطرية التي تصل بصورة مستمرة إليهم عبر عدد من قياداته، لها علاقة مباشرة بأمير قطر تميم بن حمد ال ثاني، مثل توكل كرمان الناشطة الإخوانية، بالإضافة إلى الاعتماد على أموال الجانب الإيراني؛ حيث يدعم نظام الملالى حزب الإخوان من أجل تمكين طهران فى فرض سياساتها التوسعية فى المنطقة، وتصل لهم الأموال عبر البحر وميناء الحديدة، ويتسلمها الإخوان من ميليشيات الحوثى بدون أي غضاضة».
ويدعم النظام التركى الحزب الإخوانى من أجل إثبات الوجود في المنطقة، لا سيما موقع دولة اليمن المتميز، خاصة وأن تركيا لها مطامع كبيرة فى منطقة الشرق الأوسط، وتتخذ من سوريا واليمن والعراق منفذًا للوصول إلى مطامعها فى المنطقة.
وبما أن جماعة الإخوان منذ تأسيسها، تتبع تكتيكًا ثابتًا يقضى بالعمل دائمًا على الركوب على الأحداث، وعلى مجهودات الغير، دون محاولةٍ للعب أى دور فى خلق الفعل السياسى أو العسكري، عمل الحزب على تخزين السلاح، وفتح جبهة اتصال مع كافة الأطراف، رغم إعلانها أنها تقف مع الشرعية، وترفض انقلاب الحوثي، إلا أنها أصابت الشعب اليمنى بالصدمة، بعدما ظهرت فى عدة مواقف فى صف ميليشيات الحوثي، لتظهر على حقيقتها أنها جزء أصيل من الميليشيات المنقلبة، وركن أساسى فى خطتهم.