الشرطة العسكرية.. سلاح الأحمر لإشعال الأوضاع الأمنية بالمهرة

الثلاثاء 19 مارس 2019 02:01:57
testus -US

يبدو أن النجاحات الأمنية المتعددة التي حققتها قوات النخبة المهرية، قد استفزت على محسن الأحمر نائب الرئيس هادي ودفعته لتشكيل تكتلات عسكرية جديدة تحت لواء الشرعية بالمحافظة الجنوبية، لاستئناف جرائم التهريب والمخدرات والإرهاب التي كان يستفيد منها قبل تحرير المحافظة.

ويرى مراقبون أن قوات النخبة المهرية والتي تتشكل من قرابة 5 آلاف مقاتل من أبناء المدينة، قطعت الطريق على القوى اليمنية المرتبطة بالدوحة وطهران، واستطاعت أن تربط المدينة عسكريا وأمنيا بالمدن الجنوبية الأخرى، بعد أن كانت همزة وصل وجسر عبور عمليات التهريب إلى مليشيا الحوثي.

وبالتالي فإن الأحمر حرك لجنة رئاسية بحجة الاطلاع على أوضاع المهرة برئاسة الفريق عبدالله النخعي المقرب منه، والتي عقدت اجتماع انتهى باعتماد كتيبتين شرطة عسكرية، وثالثة أمن خاص، تكون مهمتها تأمين المنافذ والحفاظ على أمن واستقرار المحافظة، بالرغم من أن قوات النخبة المهرية تقوم بهذا الدور في الوقت الحالي.

وأكد الفريق النخعي أن مهمة اللجنة الإطلاع عن قرب على طبيعة الأوضاع بالمحافظة خاصة في الجانب الأمني والعسكري، والجلوس مع جميع الأطراف بالمحافظة والاستماع منهم لآرائهم وملاحظاتهم ومقترحاتهم، سعياً لوضع الحلول المناسبة والخروج بنتائج عملية تنهي الاختلال الأمني، منعاً لانزلاق المحافظة في مستنقع الفوضى وليتجه الجميع يد واحدة إلى البناء والتنمية والحفاظ على نعمة الأمن والاستقرار وتماسك نسيجها الاجتماعي التي تتميز بها المهرة.

وكانت الحجة الأساسية التي أتت على أساسها اللجنة الرئاسية إلى المهرة، هو وجود تظاهرات نظمها موالين لتنظيم الإخوان الإرهابي وعلى محسن الأحمر تطالب بتسليم منفذي صرفيت وشحن مع سلطنة عمان إلى قوات تابعة لعلي محسن الأحمر، وبقاء ميناء نشطون معطل، وهو ما يبرهن على رغبة الأحمر في الاستفادة من عمليات تهريب السلاح والوقود والتكنولوجيا والمخدرات عبر سواحل المحافظة الممتدة بطول 560 كيلو وعبر المنافذ البرية,

وأصبحت مدينة المهرة محل أطماع الأحمر والقوى اليمنية الموالية لقطر وطهران، وتشكيل قوات النخبة المهرية قطع الطريق على تلك القوى وأعطى ضمانة حقيقية للجنوب بعد تأمين بوابته الشرقية.

وبرأي محللين فإن القوى اليمنية التابعة لقطر وطهران تهدف إلى نقل المعركة إلى الجنوب، وباتت مصالحها مهددة سواء فيما يتعلق بنهب الثروات في حضرموت وشبوة، أو قطع نفوذها الذي كان يتحكم بمفاصل القرار في المؤسسات الإيرادية الجنوبية.

وهو ما أكده رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي مشددا على أن جماعة الإخوان لا تؤمن بهزيمة الحوثي ولا يزالوا مصرين على أن معركتهم في عدن وحقول نفط بيحان والعقلة ووادي حضرموت ومنفذ الوديعة، وأن دول التحالف العربي باتت تُدرك ذلك جيداً، قائلا: "لا يمكن لأهداف الرياض ان تكون مقبولة ومنفذه لدى من يمثل طهران واسطنبول والدوحة".

في موازة ذلك بدا تحالف طهران والدوحة وأنقرة ومسقط، يتشكل في اليمن لمواجهة دور التحالف في الجنوب، وما شهدته شبوة والمهرة وأبين من اجتاعات قبلية ما هو إلا خطوة أولى في طريق جبهة مشتركة لإسقاط الجنوب والعودة إلى مربع ما قبل عاصفة الحزم.

ويحمل تشكيل النخبة المهرية، أبعاداً سياسية وعسكرية لمصلحة الجنوب، لمواجهة الأطماع الإقليمية، ومثل ما نجحت قوات الحزام الأمني ونخب حضرموت وشبوة في مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات والمنافذ الاستراتيجة بدعم من الإمارات، جاءت نخبة المهرة لتعطي ضمانة للجنوب والمجتمعين الإقليمي والدولي في ملف التهريب وغسيل الأموال عبر مساحات المهرة مترامية الأطراف