رسائل إخوانية «خبيثة» من لقاء «الأحمر» ومحافظ عدن (تحليل)
الأربعاء 20 مارس 2019 18:36:00
حالة من الغضب تسيطر على مواطني العاصمة عدن، بعد ظهور المحافظ « أحمد سالمين» مع الأب الروحي للتنظيمات الإرهابية ومليشيات الإخوان ونائب هادي «علي محسن الأحمر».
الصور المتداولة للقاء الذي جمعهما، توضح الابتسامة العريضة التي كست وجه «الأحمر» والتي تحمل بين ثناياها خبث «الإخوان» التي ينام ويصحى على أمل اختراق محافظات الجنوب ودعم مليشيات الإخوان لزعزعة الأمن والاستقرار بعدما باءت كافة محاولاته السابقة بالفشل.
القيادات الجنوبية ترفض لقاء الأحمر باعتباره الراعي الرسمي للإخوان في الحكومة الشرعية ومصدر تمويل التنظيمات الإرهابية بالسلاح في اليمن، إلا أن «سالمين» سارع من أجل هذا اللقاء وكان مرحباً به، ما تسبب في ردود أفعال مناهضة على المستويين الشعبي في الشارع العدني بشكل خاص والجنوبي بشكل عام.
لقاء «الأحمر» يكشف التحركات الإخوانية الحثيثة لاختراق الجنوب وتنفيذ مخطط مليشيات حزب الإصلاح من العاصمة عدن.
وحذر عدد من النشطاء والسياسيين من خطورة المرحلة في محافظة عدن عقب هذا اللقاء، الذي من المرجح أن يتم خلاله فتح خط تواصل للأحمر مع المحافظ سالمين، لإحداث مشاريع تخريبية وفوضى تستهدف الأمن والسكينة العامة في عدن، وكذا تمرير صفقات مشبوهة في التهريب والفساد.
ويتستر الأحمر خلف غطاء «الشرعية» لإخفاء جرائمه التي تتكشف يوماً بعد يوم، في وقتٍ يسعى للتناغم مع نبرة الكراهية الشعبية للمليشيات «الإخوانية والحوثية»، ومحاولة الظهور بدور «الوطني» الذي يأمل بعودة الاستقرار لكافة ربوع اليمن.
وذكرت وكالة «إيجيس» الدولية (مقرها باريس) إنّ تنظيم القاعدة في بلدة يكلا الواقعة بين رداع ومأرب، التي تعد معقل الإخوان، تعتبر المركز الرئيسي للتنظيم الذي يحصل على أسلحة قدمت على أنّها دعمٌ للجيش عن طريق محسن الأحمر.
وأضافت في تقريرها الذي أصدرته في أغسطس الماضي، أنّ الجماعات الإرهابية في البيضاء تمكَّنت من الحصول على أسلحة بدعم مباشر من «الأحمر»، مشيرةً إلى أنّ ذلك تم عندما أنطلقت حملة عسكرية من قِبل "الأخير" في مأرب وتحديداً في أبريل 2018 تحت ذريعة فتح جبهة ضد الحوثيين انطلاقاً من يكلا إلا أنّ التوجيهات للحملة كانت تتضمَّن إعلان الاستسلام عند الوصول للمدينة التي تقع تحت سيطرة الإرهابيين.
وبحسب الوكالة، فإنّ محاولات بُذِلت من حزب الإصلاح "إخوان اليمن" للسيطرة على البيضاء إلا أنّ عدد من القبائل القوية في المحافظة تعاملت بمرونة وذكاء في اتخاذ سياسة الحياد بين مختلف الأطراف المتصارعة بسبب التوجهات المشبوهه لحزب الإصلاح.
دليلٌ آخر أثبت تورُّط الأحمر في دعم الإرهاب، ففي 29 يناير 2017 فاجأت القوات الأمريكية، "القاعدة" وحزب الإصلاح بعملية إنزال مباغتة في مناطق بمحافظة البيضاء التي تعد الوكر الأبرز لتنظيم القاعدة، وكشفت الوثائق التي تمت مصادرتها خلال العملية عن علاقة لعلي محسن الأحمر والتجمع اليمني للإصلاح المدعومين من قطر بعملية التسليح لتنظيم القاعدة الإرهابي ووصول المواد المتفجرة إليه والمستخدمة في تفخيخ السيارات والعبوات والأحزمة الناسفة.
وآنذاك، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية أنّ الهدف من الإنزال كان جمع معلومات استخبارية في عملية خاطفة تضع خلالها القوات الأمريكية يدها على أكثر قدر ممكن من الوثائق والحواسيب والأجهزة الإلكترونية.
كما كشفت الوثائق عن استخدام الأحمر لإرهابيين من أجل تنفيذ اغتيالات ضد معارضي الإخوان، والتي من أبرزها تنفيذ عملية الاغتيال التي طالت محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد في 6 ديسمبر 2015، حيث تم التخطيط للعملية في البيضاء، وتم تنفيذها بالتعاون مع جماعة إرهابية كانت تسيطر أنذاك على مدينة التواهي قبل تطهيرها من قوات الأمن فيما بعد.
كما أكّدت الوثائق أنّ "الأحمر" وأتباعه الإخوان كانوا وراء تفجيرات فندق القصر بتاريخ 6 أكتوبر 2015، وعدد من عمليات الهجوم على معسكر قوات التحالف العربي في البريقة، بالإضافة لعمليات الاغتيالات والتي طالت عدداً من الأمنيين في عدن ولحج وأبين وحضرموت.