100 يوم من انتهاكات المليشيات.. اتفاق السويد بين التنديد الأممي والعربدة الحوثية
نحو 100 يوم مرّ على توقيع اتفاق السويد، ولا قاسماً مشتركاً إلا استمرار مليشيا الحوثي في ارتكاب الخروقات الهادِمة لفرص الحل السياسي، وتنديد المبعوث الأممي مارتن جريفيث الذي يُنظر إليه على قطاع واسع بأنّه لم يعد يثمن ولا يغني.
يصر المبعوث الأممي على أنّ الميلشيات يمكن أن تنفذ بنود اتفاق ستوكهولم، بينما في في الأساس ترفض حتى الآن وجود أي قوات مشتركة للرقابة على تنفيذ الاتفاق وتتمسك بعدم الانسحاب من المدينة أو تسليم المؤسسات أو إتمام صفقة تبادل الأسرى والمختطفين، كل هذا لخّصته صحيفة "عكاظ"، واصفةً ما يحدث أنّ جريفيث يندّد والمليشيات تعربد.
وتضيف الصحيفة أنّ هذه التعقيدات الشائكة التي تصطنعها مليشيا الحوثي التي لا تخدم الشعب اليمني ولا الأمن والسلم الدوليين، ليس لها أي مبرر سوى استمرار الحرب، كما أنّها مناورة مفضوحة من نظام طهران الإرهابي الذي يدير العصابات القادمة من كهوف مران في صعدة بـ"الريموت كونترول".
وتتابع الصحيفة: "التصعيد الحوثي الذي جاء بالتزامن مع تشديد المجتمع الدولي حصاره على إيران يؤكد أننا مقدمون على مراحل أكثر دموية وإرهاباً في اليمن، ويبدو أن جريفيث لم يستفد من تجارب زملائه، فاستغلال الحوثيين للهدنة لتعزيز جبهاتهم وزرع مزيد من الألغام ليس في الطرق الرئيسية التي يمكن أن يمر عبرها الجيش بل وسط الأحياء السكنية والطرق الفرعية التي يسلكها المدنيون والمرضى مشياً على الأقدام وفي المزارع، يمثل جريمة حرب كاملة الأركان هدفها قتل أكبر عدد من اليمنيين".
هذا الأمر - برأي الصحيفة - ينذر بانتكاسة كبيرة لجهود السلام وللدور الذي تلعبه الأمم المتحدة، كما تؤكّد أنَّ فترة الهدنة لن تستمر طويلاً، وأنّ المليشيات ستفجر حرباً أكثر دموية، ما يفرض على المنظمة الدولية وبدلاً من أن يظل مراقبوها وفرقها حبيسة غرف فنادق الحديدة، أن تضع خططاً فعلية لبدء إجلاء المدنيين من الحديدة.
ودعت الصحيفة، كذلك إلى إنشاء مخيمات لإيواء المدنيين قبل أن تحدث الكارثة ويرتكب الحوثي "حماقة إرهابية" لا تحمد عقباها، وأضافت: "في ذلك الوقت، لن يجد إصرار جريفيث أي تفسير للانتكاسة التي سيمنى بها والذي سيدفع ثمنها المدنيون في الحديدة، كما دفعت قبلها قبائل حجور الثمن الباهظ في مديريتي كشر وقارة في حجة".
وكانت المليشيات الانقلابية قد أطلقت ما يمكن وصفها بـ"الرصاصة الأخيرة" على اتفاق السويد، بعدما رُحِّلت الجولة المقبلة من محادثات السلام إلى أجل غير مسمى.
مصادر سياسية كشفت أنّ هذا الأمر جاء بعد تعثّر تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة بسبب رفض المليشيات تنفيذه، موضحةً أنَّ المبعوث جريفيث حاول ترتيب عقد جولة مشاورات يقول إنّها ستكون موافقة لبدء تنفيذ اتفاق الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، إلا أنّ الحكومة رفضت ذلك بالمطلق.
وأكَّدت أنه على الأمم المتحدة تسمية المليشيات كطرف معرقل للسلام، وأن تحيل الأمر إلى مجلس الأمن الدولي ليتخذ ما يراه مناسباً في حقهم.
وطبقاً للمصادر، فإنَّ الحكومة أكّدت للمبعوث الدولي أنها قدَّمت كل التنازلات الممكنة في سبيل إنجاح مهمته في إقناع المليشيات بالانسحاب بتنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار لكنها ترفض ذلك وتطالب بأن يتم استبعاد مسألة التحقق من هوية القوة المحلية، كما ترفض منح الأمم المتحدة صلاحيات تفجير الألغام التي نزعت من تلك المناطق.
وخلال ثلاثة أشهر، ارتكبت المليشيات الحوثية 1943 خرقاً في مدينة الحديدة، منذ إعلان الأمم المتحدة الهدنة وبدء سريان وقف إطلاق النار في 18 ديسمبر الماضي، بحسب محمد عسكر وزير حقوق الإنسان.
وتستغل مليشيا الحوثي الهدنة لتعزيز مواقعها الدفاعية بحفر الخنادق وقطع الشوارع وزراعة الألغام، كما أنها زادت من قصف المدنيين وتدمير المنشآت العامة والخاصة.