تصعيد حوثي في الحديدة.. إغلاق مستشفيات وفرض إتاوات
على مدار أربع سنوات، لم تتوقف مليشيا الحوثي الانقلابية عن اللعب بورقة تصعيد الأزمة الإنسانية واستهداف المدنيين؛ في محاولة تهدف إلى إطالة أمد الأزمة لأقصى بُعد ممكن وبالتالي تحقيق مآرب سياسية وعسكرية، تخدم أجندتها الموالية لإيران.
الانتهاكات الحوثية تصاعدت ضد المدنيين في محافظة الحديدة، وقد بلغت حد إغلاق المستشفيات والمحلات التجارية الرافضة لدفع مبالغ إتاوات تحت مسمى "المجهود الحربي".
مصادر تجارية أبلغت صحيفة "عكاظ"، اليوم السبت، أنّ المليشيات أجبرت أهالي مدينة زبيد الأثرية جنوب الحديدة على التبرع للمجهود الحربي تحت التهديد وبقوة السلاح بعد أن أغلقت الكثير من المحلات التجارية والمستوصفات الطبية التي ترفض دفع أصحابها الأموال.
كما هددت المليشيات عدداً من المواطنين وملاك الأراضي المؤجرة بالاعتقال لمن يتخلف أو يرفض دفع الأموال.
لم يختلف الجانب العسكري كثيراً، فقد كشفت مصادر ميدانية أنّ المليشيات الحوثية استهدفت مواقع الجيش في الجبهة الشرقية لمدينة الحديدة والأحياء السكنية في مديرية الحالي بالتزامن مع قصف مدينة الدريهمي.
المصادر أوضحت أنّ خروقات المليشيات خلال الـ24 ساعة الماضية بلغت 35 خرقاً لوقف إطلاق النار في الحديدة، وتسببت بمقتل يمني وإصابة ثلاثة آخرين.
ملايين اليمنيين طالتهم تأثيرات مرعبة جرّاء الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، فأصبح اليمن على حافة المجاعة، بعدما ارتكبت الانقلابيين صنوفاً مختلفة من الانتهاكات استهدفت تعميق الأزمة الإنسانية، تمثّلت في قطع طرق نقل المساعدات والوقود والغذاء وقللت الواردات كما تسببت في ارتفاع حاد في التضخم.
وفقدت آلاف الأسر مصادر دخلها لعدم صرف أجور العاملين في القطاع العام، كما أرغمت الحرب الناس على النزوح عن بيوتهم وترك أشغالهم.
وفي المستشفيات تحديداً، قامت المليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها بإقصاء الأطباء واستحداث إدارات جديدة، إلى جانب نهب الأدوية، وسرقة الموازنات التشغيلية للمستشفيات والأغذية والتشغيل والصيانة، لصرفها فيما يسمى "المجهود الحربي"، وهو ما جعل المستشفيات والعملية الصحية بشكل عام عاجزة عن تقديم الخدمات للمرضى.