نصف مستشفيات اليمن معطلة.. الحوثي والإصلاح يقتلان الأبرياء بسلاح المرض
ذكر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري، إن أكثر من نصف المستشفيات في اليمن لا تعمل، وأن العديد من المستشفيات تكاد تعمل بأقل الإمكانيات بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وهو ما يرجع إلى تزايد معدلات الجرائم التي ترتكبها المليشيا الانقلابية وعناصر الإصلاح داخل العديد من المستشفيات على مدار الفترة الماضية.
ولم تتوقف مليشيا الحوثي الانقلابية عن اللعب بورقة تصعيد الأزمة الإنسانية واستهداف المدنيين؛ في محاولة تهدف إلى إطالة أمد الأزمة لأقصى فترة ممكنة، وكانت أخر الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين بصفة عامة والمستشفيات على وجه الخصوص من نصيب محافظة الحديدة، بعد أن أغلقت المستشفيات التي رفضت دفع إتاوات لها تحت مسمى "المجهود الحربي".
وقامت المليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها بإقصاء الأطباء واستحداث إدارات جديدة، إلى جانب نهب الأدوية، وسرقة الموازنات التشغيلية للمستشفيات والأغذية والتشغيل والصيانة، لصرفها فيما يسمى "المجهود الحربي"، وهو ما جعل المستشفيات والعملية الصحية بشكل عام عاجزة عن تقديم الخدمات للمرضى.
ولم تختلف جرائم الحوثي كثيرا عن جرائم الإصلاح، إذ حصل "المشهد العربي"، أمس السبت، على مقطع فيديو، يُظهر نيراناً كثيفة اندلعت في مستشفى المظفر في مدينة تعز، بعد تعرضه للقصف من قبل مليشيا الإخوان.
وبحسب مصادر محلية وشهود عيان، فإنّ القصف الإخواني أسقط 12 قتيلًا، تفحّمت جثثهم داخل المستشفى، بينهم نساء وأطفال، كما احترقت عشرات السيارات كانت تقف بجوار المستشفى.
في الوقت نفسه، أصدرت إدارة المستشفى، بياناً ناشدت فيه الصليب الأحمر الدولي وجميع المنظمات العاملة في اليمن بضرورة التدخل لإنقاذ المستشفى من الوضع الكارثي الذي يمر فيه نتيجة قصف مليشيا الإصلاح للمدينة القديمة.
وقال البيان إنّ المستشفى يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والمحاليل الوريدية ومواد التخدير وكذلك مادة الديزل وذلك نظرًا للحصار المفروض على المستشفى من مليشيا حزب الاصلاح بالإضافة إلى توافد أعداد كبيرة من الجرحى والمرضى إلى أقسام المستشفى.
ولعل ذلك ما وثقه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري في تقريره الذي أصدره، اليوم الأحد، قائلا: "خلال زياراتي للمستشفيات في صنعاء، رأيت أطفالاً ومواليد جدد يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم وأمراض القلب والفشل الكلوي والالتهاب الرئوي وغيرها من الأمراض المهددة للحياة، وأحياناً يتشارك السرير مريضان أو ثلاثة".
وتابع: "لقد أخبرني الأطباء بأن البعض قد يفقدون حياتهم في غضون أسبوع، وقابلت أيضاً مرضى الفشل الكلوي الذين يتلقون جلسة واحدة فقط أسبوعياً بدلاً من ثلاث جلسات كأقل تقدير، وذلك بسبب نقص المستلزمات، لقد شاهدت مرضى الكوليرا وهم يتشبثون بالحياة، ويصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة بسبب مرض يمكن علاجه عادة في الظروف الطبيعية، هناك مرضى يعانون من أنواع مختلفة من السرطان يموتون دون داع لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية الطبية أو ببساطة بسبب انعدام الخدمات الصحية".
واستطرد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "في وحدة العناية المركزة بمستشفى الثورة في صنعاء، فقد أحد المرضى حياته أمام عيناي فيما كان الأطباء يقفون عاجزي الأيدي وغير قادرين على إنقاذ حياته".
وقال : "تلقت منظمة الصحة العالمية ٨١٪ من الدعم المطلوب كجزء من خطة الاستجابة الإنسانية ٢٠١٨، وتمكنت المنظمة من الوصول بنجاح إلى ١٣ مليون شخص، متخطية عدد السكان المستهدفين المُقدر بـ١٠ ملايين شخص".
ووجه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط رسالة نصها: "أدعو المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم عملنا الفوري المنقذ للحياة في اليمن، في الوقت الذي نضع فيه الأساس لنستثمر في العاملين الصحيين والنظام الصحي".
وأوضح أن هذا العام، تحتاج منظمة الصحة العالمية وشركاء مجموعة الصحة ٦٢٧ مليون دولار كجزء من خطة الاستجابة الإنسانية ٢٠١٩، وسيسمح لنا هذا الدعم بزيادة تحسين فرص الوصول للرعاية الصحية الأولية والثانوية والتخصصية وضمان قدرة المستشفيات في المديريات ذات الأولوية على الاستجابة للأوبئة والفاشيات واستعادة وظائف المرافق الصحية المغلقة أو المتضررة في المديريات ذات الأولوية العالية.
ولفت إلى أنه خلال هذا العام، أدرك الشركاء في المجال الإنساني أن تلبية الاحتياجات الصحية هي واحدة من أهم الأولويات في اليمن، يجب السماح لعاملي الإغاثة الشجعان- الذين يعملون لصالح شركائنا الصحيين في اليمن والذين كرسوا حياتهم لتقديم العون للآخرين- بالاستمرار في العمل دون انقطاع.
واختتم المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بيانه، قائلا: "فيما نواصل توسيع نطاق استجابتنا للتصدي لأسوأ أزمة إنسانية في العالم، أدعو جميع أطراف النزاع إلى حماية العاملين الصحيين والمرافق الصحية وضمان الوصول الآمن والدائم للمساعدات الإنسانية.