في عامها الرابع.. عاصفة الحزم شاهدة على خيانة قطر للتحالف العربي
مع انطلاقة عاصفة الحزم، قبل أربع سنوات لإعادة الشرعية في اليمن، واقتلاع إرهاب الحوثيين والقاعدة، اندست قطر كالسوس في جسد التحالف، وتظاهرت بأنها معه، بينما كانت في الخفاء أداة هدم وتخريب لجهود التحالف، كما يفعل أي عميل مدسوس، فقد كشف الواقع أن قطر كانت عميلة بامتياز لإيران والحوثيين والقاعدة والإخوان، تدعم كل هذه المكونات بجامع العداء المشترك ضد دول الخليج العربي.
ويحمل شهر سبتمبر في العامي 2014 و 2015 عددا من الأحداث المرة التي تبرهن على خيانة قطر للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بجانب دول الخليج من خلال دعمها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، إذ أنها دعمت سرا الانقلاب على السلطة من خلال الأولوية العسكرية التي كان يقودها علي محسن الأحمر بعد أن سلم صنعاء للحوثي بتعليمات من تنظيم الإخوان المدعوم من قطر.
وبعد هذه الجريمة بعام واحد كان شهر سبتمبر شاهدا أيضا على الخيانة والغدر القطري في ظهر التحالف العربي، بعد أن أمدت العناصر الانقلابية معلومات بأماكن تواجد الجنود الإماراتيين والبحرينيين في مأرب، وهو ما أدى إلى وقوع هجوم منطقة "صافر"الذي شنته مليشيا الحوثي الانقلابية بصاروخ باليستي على معسكر للتحالف العربي في محافظة مأرب وراح ضحيته، نحو 45 شهيدا من الجنود الإماراتيين و5 جنود بحرينيين.
وكانت حادثة معسكر "صافر" كشافة للجميع عن خيانة قطر، وحقيقة الدور القذر الذي لعبته خلال مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وفي أعقابها طُردت قطر من تحالف عاصفة الحزم وكان لذلك أثر سلبي واضح على مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، والتي فقدت مصدرا مهما في الحصول على معلومات مسربة من أروقة التحالف واستخدامها لتحقيق مكاسب عسكرية.
ويرى مراقبون أن اليمن التي تجلت فيها بطولات وتضحيات قوات التحالف العربي، وخاصة بطولات جنود الإمارات والسعودية، التي سجلها التاريخ بمداد من نور، انكشف فيها أيضاً غدر ومكر وخيانة قطر، التي سجّلها التاريخ أيضاً، ولكن بمداد أسود مظلم، فكانت اليمن ساحة اختبار، حاز فيها الشرفاء على أوسمة الفخر، وحملت فيها قطر الخزي والعار.
وأكَّدت هذه الحقيقة، تصريحات وزير الدفاع القطري خالد العطية، في العام 2017 والذي كشف في لقاء صحافي، عن الموقف القطري السلبي من التحالف في اليمن، معلناً أن قطر كانت مجبرة على الانضمام للتحالف العربي في اليمن، على غير رغبة منها، وأن القوات القطرية نأت بنفسها عن المشاركة في أي عملية داخل اليمن، وأن وجودها اقتصر على الحدود السعودية اليمنية فحسب، بما يكشف لكل عاقل عن زيف دعاوى قطر السابقة بدعم التحالف، وأنها كانت منذ اللحظة الأولى ضده.
وإذا نظرنا إلى علاقات قطر بالحوثيين، نجد أنها عميقة، وتكشف بعض الوثائق عن التواصل بين أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، وبدر الدين الحوثي، الزعيم الروحي للعناصر الانقلابية، كما يخبرنا التاريخ القريب عن الدور القطري لإنقاذ الحوثيين من الانهيار في اليمن، بعد هزائمهم المتوالية أمام الجيش سابقاً، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم.
ولولا ذلك لكان الحوثيون في خبر كان، وأخيراً، جاءت خيانة قطر للتحالف العربي ودعمها لهذه المليشيا الإرهابية ونظائرها، بطرق مختلفة، كتسريب معلومات لها، وعرقلة بعض العمليات ضدها، لتكتمل بذلك فصول الغدر والمكر، وقطر اليوم تحت مرمى الاتهامات والإدانات عن خياناتها في اليمن، بما في ذلك عرقلة تحرير بعض المحافظات من الانقلابيين.
كما عملت قطر عبر قناة الجزيرة وأذرعها الإعلامية في اليمن، على الإضرار بسمعة التحالف، وبث تقارير كاذبة عنه، وعملت بكل خبثها ومكرها على تشويه جهود دولة الإمارات لدعم الاستقرار في اليمن، ونشر التقارير الملفقة، في حرب مسعورة، لا تعرف شرفاً ولا أخلاقاً، تستهدف التحالف عموماً، والإمارات خصوصاً.
من جانبه كشف موقع "قطريليكس"، التابع للمعارضة القطرية، أن تنظيم الحمدين يرفض رؤية الاستقرار والهدوء يتحقق في دول الجوار، إذ استغل جماعته الإرهابية في اليمن والمتمثلة فى الميليشيات الحوثية لعرقلة بنود اتفاق السويد، عن طريق سلوك المماطلة والتعنت، وذلك بعد أن اتهمت مصادر حكومية يمنية النظام القطري بمحاولة التأثير على عملية السلام، بعدما استغل الحوثيين لعرقلة تسليم الأسرى والمختفين قسريًا، من خلال خلق حالة من عدم التوافق.
قال الموقع التابع للمعارضة القطرية، أن اليمن التي انكوت بنار الحرب والفرقة، بعدما أشعلها النظام الإيراني وحليفه تنظيم الحمدين بأمواله المسمومة، ساعيا منذ اللحظة الأولى إلى تمهيد الطريق للتمدد الإيراني وحلفائه الحوثيين القابعين أقصى الشمال، يبدو أن لن يشهد أي استقرار قريب في ظل التحركات القطرية المشبوهة، حيث إن هذه التحركات الأخيرة في اليمن سبق أن دعمتها إمارة الإرهاب بالعبث سرًا منذ بدء المفاوضات في عمان، بمحاولات منع تقدم المباحثات وتعطيل عودة الشرعية إلى اليمن، حيث أمر تابعه الحوثي باحتجاز نواب البرلمان اليمني لمنع انعقاده، مراهنا على عدم اكتمال النصاب القانوني.
وخلال الأسبوع الماضي، كشف تقرير بثته قناة "مباشر قطر"، عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم الحمدين باليمن من خلال مليشيا الحوثي الارهابية التى تعمل على تدمير الأخضر واليابس في الدولة اليمنية، حيث وكلما اشتد الخناق عليه يلجأ إلى المدنيين محاولا جنى مكاسب وهمية من اجل خط الأوراق وعرقلة أية محاولات سياسية لتسوية الأزمة.
دعم الحمدين لميليشيا الحوثي لم يقتصر على الدعم المالي والعسكري فقط بل يقد تميم بن حمد لهذه المليشيا الدعم الإعلامي من خلال أبواقه المعهودة لاسيما الجزيرة التي تحولت إلى بوق ينقل وجهة نظر الحوثي ويعمل على تشويه صورة التحالف العربي وجهوده الرامية لاستعادة الاستقرار في اليمن.
ولفت التقرير إلى أن حجور ومحيطها من القرى اليمنية يؤكدوا أن تنظيم الحمدين لا يعرف سوي طريق التخريب والدمار فيوما تلوا الأخر يضيف الى سجل جرائمه صفحة جديدة تفوح منها رائحة الغدر والخيانة.
وفي وقت سابق، اتهمت مصادر حكومية يمنية نظام قطر بمحاولة التأثير على ميليشيات الحوثي الانقلابية الموالية لإيران، من أجل عرقلة ملف الأسرى الذي عقد في الأردن، وقالت المصادر إن قطر تضغط منذ بدء الاجتماعات في عمّان لعرقلة أي اتفاق ومنع تقدم ملف المباحثات.