سقي المزروعات.. كوليرا من نوعٍ آخر في مناطق سيطرة الحوثيين
انضم "سقي المزروعات" إلى سلسلة الأسباب التي أدّت إلى تفشي وباء الكوليرا في صنعاء، لتلتهم بطون الآلاف، وتهدّد حياتهم بشكل كبير.
مواطنون في منطقتي الرحبة والروضة في صنعاء، اشتكوا من تلوث زراعي كبير، وذلك بعدما رصدوا مزارعين يقوموا بسقي الخضروات من مياه الصرف الصحي التي تتجمع على أطراف تلك المناطق، دون رقابة على هذه الممارسات التي تُشكّل كارثة بيئية وصحية وتعد من أبرز العوامل المساعدة على انتشار وباء الكوليرا الذي يهاجم المعدة عبر تناول المأكولات والخضروات الملوثة.
وأصبح استخدام مياه مجاري الصرف الصحي بهذه المناطق فى زراعة الخضار والطماطم أصبح علنياً دون أي مراعاة لصحة المستهلكين وسط غياب الجهات الرقابية التي ترصد تلك المخالفات.
وبحسب مصادر أهلية، فإنّ كثيراً من المزارعين يقومون بتوصيل خراطيم طويلة من مصبات الصرف الصحي إلى المزارع التابعة لهم خصوصا مزارع "البقل والطماطم والجرجير" ما يجعلها غير صالحة للاستهلاك .
وكانت مصادر طبية في صنعاء قد كشفت مؤخراً بتزايد حالات الإصابة بوباء الكوليرا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتحدثت ممرضة بأحد مراكز علاج هذا الوباء عن استقبال أكثر من 80 مريضاً بشكل يومي.
وقبل أيام، اعترفت المليشيات الحوثية بفشلها في التصدي لوباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في دليل جديدٍ على من تورّط الانقلابيين في تكبيد المواطنين أثماناً فادحة منذ انقلابهم الدموي في صيف 2014.
المليشيات أعلنت - عبر وسائل إعلام موالية لها - أنّ ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم اليوم الجمعة جرَّاء إصابتهم بوباء الكوليرا في مديرية حفاش بمحافظة المحويت.
حمد المنتصر المعين في من قِبل المليشيات مديراً لمكتب الصحة بالمديرية، قال إنّ حالتين لقيا مصرعهما في قرية جبل مشرق في عزلة الذاري، وحالة ثالثة من قرية الحرب عزلة بني دهمان.
الاعتراف الحوثي بالفشل، تضمّن كذلك توجيهها استغاثة عاجلة لتزويد الوحدات والمرافق الصحية ومستشفى المديرية بالأدوية والمستلزمات المتعلقة بمكافحة الكوليرا بحسب تصريحات المنتصر، في وقتٍ ارتكبت فيه المليشيات الكثير من الانتهاكات تتعلق بالقطاع الصحي على وجه التحديد.
وتزايدت مؤشرات الإصابة بمرض الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية في ظل تعنت وعرقلة الانقلابيين لأي جهود مبذولة من أجل مكافحة الوباء.
وباتت الأوضاع الصحية في تدهور مستمر وسط نهب وتلاعب الميليشيات بالمساعدات الدوائية والطبية المقدمة من منظمتي الصحة العالمية و"اليونيسيف" للحد من انتشار المرض.
وسبق أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ وباء الكوليرا أدّى إلى مقتل 166 شخصاً منذ بداية العام الحالي في مناطق يسيطر عليها الحوثيون.