هل تعلم مارتن غريفيث الدرس؟

«ما زال ساريًا ولو ببطء».. تصريحات تفوه بها المبعوث الأممي لدى اليمن، البريطاني «مارتن غريفيث» ليعبر عن أمله غير الملموس على أرض الواقع بشأن مفاوضات السويد بين طرفي الحكومة ومليشيات الحوثي الانقلابية.

وأكد «غريفيث» أن خطة إعادة انتشار القوات المتحاربة بمدينة الحديدة تسير «ببطء» لكنها ستتم، لافتا إلى أن اتفاق وفق إطلاق النار الذي أبرم في العاصمة السويدية في ديسمبر الماضي، لا يزال ساريًا.

حديث «غريفيث» بهذه الطريقة يكشف عن التناقض بين المبعوث الأممي والجنرال «لوليسغارد» رئيس المراقبين الدوليين لإعادة الانتشار في الحديدة، ويتضح ذلك من خلال تصريحات الجنرال الدنماركي والتي عبر فيها عن أسفه لعدم الاجتماع بالوفد الحكومي لأن الحوثيين منعوا عبوره إلى مقر الاجتماع، مؤكدا أن ما قام به الحوثيون مخيب للآمال.. إذا أين الأمل الذي يتحدث عنه «غريفيث»؟!

ولم يتمكن كبير المراقبين الدوليين من مغادرة مناطق سيطرة المليشيات الحوثية في الحديدة للقاء ممثلي فريق الحكومة في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، ويعتبر ذلك آخر خطوة حوثية لنسف آمال «غريفيث» المتعلقة بتنفيذ «اتفاق السويد» الخاص بالانسحاب وإعادة الانتشار من الحديدة وموانئها.

الجنرال الدنماركي كان التقى ممثلي الجماعة الحوثية الأسبوع الماضي في أحد فنادق مدينة الحديدة، وطرح عليهم خطته المعدلة بشأن إعادة الانتشار في المرحلة الأولى من ميناءي الصليف ورأس عيسى، غير أن المليشيا الانقلابية لا تزال غير موافقة على الخطة.

لوليسغارد تواصل مع ممثلي الفريق الحكومي، أمس الجمعة وأخبرهم بأنه لم يتمكن من الحضور للقائهم المقرر في «مجمع إخوان ثابت» حيث سيطرة القوات الحكومية، لمناقشة ما دار بينه وبين الحوثيين بشأن الخطة المعدلة، إلا أنه اليوم التقى بوفد الحكومة في اجتماع مفاجئ.

وطالب الوفد الحكومي لوليسغارد بالضغط على الحوثيين لتنفيذ الخطة المتفق عليها بشأن الانسحاب من الحديدة وموانئها.

مراقبون أكدوا أن الجنرال الأممي طلب من الفريق الحكومي منحه مزيداً من الوقت ضمن مسعاه لإقناع الحوثيين بالسماح له بالانتقال إلى مناطق سيطرة الحكومة.

وكان ممثلو الجماعة الحوثية رفضوا في وقت سابق الاجتماع مع ممثلي الحكومة بحضور لوليسغارد في مناطق سيطرة الشرعية، ما دفعه إلى الرضوخ لمطلبهم وعقد لقاء منفرد معهم.

وسبق أن قامت الجماعة الحوثية بمنع الجنرال من زيارة استطلاعية إلى ميناءي رأس عيسى والصليف إذ أخبره مشرفو الجماعة في الحديدة أن مثل هذه الزيارة تحتاج إلى إذن من سلطات المليشيات في صنعاء.

وترفض الجماعة منذ «اتفاق السويد» في 13 ديسمبر الماضي تنفيذ أي من جوانبه الثلاثة، سواء ما يخص الحديدة أو الأسرى والمختطفين أو التفاهمات بشأن فك الحصار عن مدينة تعز.

وعلى الرغم من مساعي الأمم المتحدة والضغوط الدولية، فإن تعنُّت مليشيا الحوثي لا يزال مستمراً لجهة عدم الانسحاب من الحديدة وموانئها الثلاثة.

وأكد الاتحاد الأوروبي في بيان له أنه يتوقع تنفيذاً سريعاً لـ«إتفاق ستوكهولم» خلال الفترة المقبلة، معرباً عن دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة من أجل حل سياسي في اليمن.

وتتضمن المرحلة الأولى من النسخة الأممية المعدلة بشأن الحديدة نشر مراقبين من الأطراف بما في ذلك الجانب الحكومي للرقابة الدائمة على الموانئ، وانسحاب الحوثيين من ميناءي الصليف ورأس عيسى وتسليمهم لقوات خفر السواحل الموجودة هناك، على أن يُسمح لمراقبين حكوميين ودوليين بالتحقق الدائم من موثوقية الإجراءات وهوية الطواقم الأمنية المنتشرة في الميناءين.

الخلاصة.. تهرب الحوثي من تنفيذ اتفاق السويد يبعث برسالة إلى المبعوث الأممي لدى اليمن «مارتن غريفيث» مفادها لا أمل مع أبناء الملالي ولا تُفرط في ثقتك وتمنحها لمن يخون العهود وعليك بتعلم الدرس ولا تعول على الانقلابيين.