هكذا تسدد مليشيا حزب الله فاتورة ولائها لإرهاب الملالي

الثلاثاء 2 إبريل 2019 17:09:25
testus -US
لم يكن تأثير الأزمة المالية التي ترهق كاهل إيران بسبب عقوبات واشنطن بعيدًا عن دعمها لـ«حزب الله»، كونه أحد أبرز الأجنحة العسكرية التابعة للجمهورية الإسلامية بعدما كانت تنفق حوالي 700 مليون دولار من عائدات النفط على دعمه.
وتحت عنوان «تدابير تقشفية»، اتخذ «حزب الله» سلسلة إجراءات لمواكبة الاشتداد التدريجي للعقوبات على إيران، كانت أولاها رواتب المقاتلين، حيث أنهم لم يتقاضوا إلا نصف راتب منذ 3 أشهر بعدما كانوا يحصلون عليه في شكل منتظم نهاية كل شهر.
بعدما قلص حزب الله للمرة الأولى منذ تأسيسه قبل 36 عاماً، رواتب المقاتلين الاحتياطيين بحوالي 50 بالمئة والتي كانت تبلغ كمعدل وسطي 800 دولار أميركي لكل مقاتل، بدأت إجراءات التقشف تطال للمرة الأولى رواتب المقاتلين الأساسيين (تتراوح بين 800 و1200 دولار)، لاسيما الموجودين على جبهات القتال في سوريا، وهو ما يؤشر إلى عمق الأزمة المالية التي تُضيق الخناق على الحزب.
كما طالت الإجراءات نظام المكافآت الموسمية المخصصة لزوجات وأطفال المقاتلين الأساسيين والاحتياطيين، إذ تم تخفيض الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها في السابق، مثل النقل داخل لبنان والسكن.
وطلب حزب الله من مقاتلين يشغلون قرابة ألف شقّة في الضاحية الجنوبية (معقل الحزب) كانت إيران تدفع بدل إيجارها، إخلاءها بعدما توقفت عن الدفع.
كما في الضاحية الجنوبية، كذلك في مدينة بعلبك شرق لبنان، حيث إن عدداً من المؤسسات الاجتماعية التابعة لحزب الله والتي كانت تُقدم خدمات للمقاتلين وعائلاتهم قد أُقفلت نتيجة العقوبات.
إلا أن الأقسى في سياسة التقشف، كان إلغاء نظام التقاعد الذي يشمل المقاتلين القدامى في الحزب. فكل محارب أمضى أكثر من 25 سنة في صفوف الحزب كان يحصل على مبلغ 600 دولار شهرياً كتعويض عن نهاية الخدمة، خصوصاً المقاتلين منهم، إلا أن الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصر الله وانطلاقًا من سياسة التقّشف التي تحدث عنها، ألغى نظام التقاعد.
وتفادياً لاعتراضات داخلية على إلغاء هذا النظام، تم استدعاء المتقاعدين (معظمهم خدموا أكثر من عشرين عاماً في الحزب) لمزاولة مهمات إدارية كشرط لاستمرار حصولهم على مبلغ الـ600 دولار، حتى إذا ما أخفق في هذه المهام بسبب تقدّمه في العمر يُسحب منه الراتب بغطاء «قانوني» إذا جاز التعبير.
وفي وقت سابق هذا العام، استنجد أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله بـ«هيئة دعم المقاومة» لمواجهة العقوبات بدعوته من أسماهم «الاخوة والأخوات» فيها إلى تفعيل نشاطهم المادي لجمع التبرعات، لأننا على حد قوله «نحتاج إلى التعاطف من جديد».