ضجيج مارس وصمت أبريل.. 30 يوماً تفضح مؤامرات الإخوان والحكومة ضد الجنوب
رأي المشهد العربي
"ضجيجٌ مريب في مارس، وصمتٌ فاضحٌ في أبريل".. 30 يوماً كانت كافية لفضح المؤامرات التي يكيلها ذلك التحالف المريب بين الشرعية ممثلةً في قيادات نافذة بالحكومة من جانب، وجماعة الإخوان الإرهابية عبر ذراعها السياسية حزب الإصلاح من جانب آخر.
عندما قتل الشاب "رأفت دمبع" في مطلع مارس الماضي، ملأت الإخوان وأطرافها النافذون في الحكومة الدنيا ضجيجاً كان الهدف منه النيل من استقرار الجنوب عبر دعوات استهدفت تأليب الشعب على قادته، وبعد مطلع أبريل صمت هذا الحِلف على جريمة اقتحام مستشفى أطباء بلا حدود في العاصمة عدن واختطاف المريض "عقبة علي حيدرة" ثم قتله في وقتٍ لاحق.
يُفهم "الموقفان" في سياق السياسات التي تحكم هذا الحِلف، فواقعة قتل الشهيد "دمبع" زجّ بها الإصلاح في أتون مصالحه السياسية التي تقوم في المقام الأول على النيل من استقرار الجنوب ومحاولة إثارة شعبه على قادته رغم النجاحات الهائلة التي تمّ تحقيقها على الصعيدين الأمني والسياسي.
استخدمت المليشيات الإخوانية، مواقع التواصل الاجتماعي كسلاح لإثارة الفوضى في عدن، تجلّى ذلك في ترويج أكاذيب كتغريدة نشرهها الناشط في حزب الإصلاح جميل القاسم الذي زعم اندلاع ثورة في عدن، بل وصل به الأمر إلى الدعوة لاستغلال ذلك ودعوة الحكومة لفرض سيطرتها على الجنوب، كما نشر نشطاءً ملصقات دعائية قالوا فيه إنّه على الأحرار في عدن أن يواصلوا الطريق.
مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي حرّض هو الآخر على تنظيم مظاهرات في عدن تحت زعم تحقيق العدالة، بينما فضح التخطيط لمثل هذه الدعوات وتزامن انتشارها بشكل كبير بين عناصر الإخوان، حقيقة تحركاتهم.
اصطدم هذا العبث الإخواني، بوعي جنوبي ربما يكون غير مسبوق، فالشعب أنّ الأمر بمثابة مؤامرة من حزب الإصلاح لا تتعلق بالقصاص لدماء الشاب القتيل لكنّ الأمر يتمثل في النيل من الجنوب الذي تمثّل نجاحاته هاجساً يؤرّقهم ليل نهار.
إذا كان الضجيج الإخواني - الحكومي الذي فُضِح في مارس، قابله صمتٌ فاضح أيضاً في أبريل، فقبل أيام قامت قوات الحرس الرئاسي التي قادها أكرم اللحجي باختطاف عقبة علي حيدرة أحد أبناء منطقة المحاريق من مستشفى أطباء بلا حدود التي تقع على مسافة ليست بالبعيدة من لواء النقل، وتم أخد "عقبة" فجراً واقتياده إلى حوش بجانب مدرسة إدريس حنبلة المقابلة لكود بيحان، وأطلق عليه الرصاص، ثم فرّ الجناة.
لم تثر ضجة كبيرة على هذه الجريمة، صَمَت الإخوان ولم يتحدث أطرافُها النافذون في الحكومة، لم يطالبوا بالقصاص رغم فداحة جُرم الاعتداء، لم يدعوا لتظاهرات غاضبة كتلك التي حرّضوا عليه إبان جريمة مقتل "دمبع" لكنّ هذا الصمت يمكن فهم سببه، وهو أنّ منفذي الجريمة هم "قوات رئاسية"، ولم يحدث مسبقاً أن أصدر القاتل بيان إدانة لجريمته.
وتشتم رائحة الإخوان في جريمة الاعتداء على المستشفى، لا سيّما بعد شهادة موظفة في المستشفى قالت إنّ المعتدين كانوا مثل "الدواعش"، وهو ما ذكّر بالقيادي الإخواني علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني الذي يوصف بأنّه "الأب الروحي لتنظيم القاعدة".
وفتح ذراع الرئيس عبد ربه منصور هادي اليمنى، على الأقل بحكم منصبه، معسكرات تجنيد للأفغان العرب، وإرسالهم إلى أفغانستان، بل وضمّ الكثير من هؤلاء العناصر إلى قواته لاستخدامهم في عمليات إرهابية، كما يرعى معسكرات للتنظيم الإرهابي في مأرب والجوف والبيضاء.
ويمكن القول إنّ "الأحمر" بحكم نفوذه، حوّل مؤسسة الرئاسة لما يشبه فرعاً للقاعدة، تمارس صنوفاً مختلفة من الانتهاكات والفظائع، تحت مسمى "الحرس الرئاسي".
وبعيداً عن التورُّط الإخواني "غير المستغرب"، فإنّ ما حدث إزاء جريمتي القتل يكشف مدى المؤامرة التي يقودها الإخوان رفقة أطرافها النافذون في الحكومة لاستهداف الجنوب والنيل من استقراره، وهو ما يُقابل بوعي جنوبي كبير، يحبط هذه التحرُّكات التي تحاول عرقلة سير الجنوبيين نحو فك الارتباط واستعادة دولتهم.