115 يوماً على اتفاق السويد.. ثمرةٌ حصدتها المليشيات وذاق اليمنيون مرها
رأي المشهد العربي
115 يوماً مرّت على توقيع اتفاق السويد، ذلك التطور الذي علقت عليه الآمال بأن يكون خطوة أولى على سلم حل الأزمة المعقدة منذ صيف 2014، عندما أشعلت مليشيا الحوثي الانقلابية الحرب في البلاد.
مرّت تلك الأيام ولم ينتج عن الاتفاق إلى شيء واحد، وهو إتاحة الفرصة للحوثيين لإعادة ترتيب صفوفهم بعدما كان الانقلابيون على شفا خسارة مدوية في الحديدة.
لم يلتزم الحوثيون بالاتفاق، وارتكبوا ما يفوق الـ1000 انتهاك ببنوده، وهو ما يمكن وصفه بأنّه إطلاقٌ لـ"رصاص سياسي" على هذه الخطوة وبالتالي إطالة أمد الأزمة إلى أقصد بعد ممكن.
لم يقتصر الهدف الحوثي من جرّاء ذلك على تعقيد الأزمة بشكل أكبر، بل عمدت المليشيات كذلك على إعادة ترتيب صفوفها من جديد بعدما كادت تفقد سيطرتها على الحديدة، في نهاية العام الماضي.
ويرتبط الحديث بإعادة ترتيب صفوف المليشيات بدور إيراني عمد منذ اليوم الأول للأزمة في اليمن على تسليح الانقلابيين؛ خدمةً لمصالحها وسياساتها الرامية إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقد كشف مصدر دبلوماسي أمريكي، كان قريباً من دوائر صنع القرار، أنّ طهران زوّدت المليشيات الحوثية في الفترة الأخيرة بعناصر من الحرس الثوري وفيلق القدس وعناصر من حزب الله، وذلك ضمن محاولاتها لإعادة ترتيب الصفوف من جديد، استعداداً على ما يبدو للمرحلة المقبلة من الحرب الحوثية.
ونُقل عن المصدر الأمريكي قوله إنّ العناصر التابعة لإيران رُصد تواجدها بشكل كبير في باب المندب والمخا والحديدة، وقد زاد عددهم مقارنةً بالفترات السابقة؛ في محاولة من المليشيات للسيطرة على موانئ الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
وتظهر هذه المعلومات مدى الرغبة الإيرانية - الحوثية في إطالة أمد الحرب في اليمن، والتي تكبّد المدنيين خسائر هائلة، وهو ما يستدعي ضرورة تغيير آلية التعاطي الأممي مع المليشيات، وضرورة تسمية الأمور بمسمياتها.
وبات من غير المقبول أن تواصل الأمم المتحدة صمتها المروّع إزاء الخروقات والانتهاكات الحوثية، ويمكن العمل على سياقين، أحدهما الضغط على المليشيات وإحبارها على السير في طريق السلام، والآخر أن يتم تضييق الخناق على التدخل الإيراني في اليمن سواء عبر تصدير المسلحين أو نشر أفكارها المتطرفة هناك.
وكثيرةٌ هي الأدلة التي فضحت الدعم الإيراني للمليشيات الحوثية، ففي فبراير الماضي كشف المتحدث باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي عن "السموم" التي تغرزها إيران من خلال دعم الانقلابيين بغية تصعيد الأزمة وإطالة أمدها.
وعرض "المالكي" في ذلك المؤتمر، صوراً أظهرت بوضوح أسلحة وذخائر إيرانية، مكتوب عليها باللغة الفارسية، تم ضبطها مع تنظيمات إرهابية في مقدمتها مليشيا الحوثي.
لم يقتصر الدعم عند هذا الحد، بل تمّ ضبط كميات كبيرة من المخدرات التي تموّل العمليات الإرهابية، هذا فضلاً عن أجهزة اتصالات وأيضًا بعض الكتب والنماذج والمطبوعات والبطاقات المزورة، وهي عبارة عن كتب طائفية.