لجنة التهدئة.. غطاء شرعي لتسليم تعز إلى الحوثيين مرة أخرى

الأحد 7 إبريل 2019 23:37:00
testus -US
بدلا من أن تبحث لجنة التهدئة التي شكلها محافظ تعز نبيل شمسان، في الأسباب التي أدت إلى اشتعال الأوضاع في تعز، والبحث عن المتورطين في ذلك الأمر، والتعامل معهم لبدء خطوة التهدئة الحقيقة، قامت اللجنة بأغرب فعل من الممكن أن تقدم عليه، وهي أنها أمهلت العقيد عادل عبده "أبو العباس" وقواته، مهلة أربعة أيام لترك المدينة، وهو ما يمهد مباشرة لتسليم تعز إلى مليشيا الحوثي التي تنتظر تلك الخطوة للانقضاض على المدينة.
وأصدرت لجنة تهدئة الأوضاع بالمدينة القديمة بتعز، بيانها، اليوم الأحد، بشأن ما توصلت إليه من قرارات والتي جاء جميعها ضد كتائب أبي العباس في وقت لم تحمل مليشيا الإصلاح التي قامت بارتكاب جرائم سلب ونهب بالمدينة القديمة أي مسؤولية عما جرى، وذلك بالمخالفة للغضب الشعبي المتصاعد ضد الإصلاح الذي ينفذ أجندة إيرانية في تعز.
ووفقا لمذكرة لجنة التهدئة الموجهة لـ”أبو العباس” فقد أكدت اللجنة على ضرورة نقل كل القوات المسلحة لكتائب “ابو العباس” التابعة للواء 35مدرع من المدينة إلى منطقة الكدحة (جنوب المدينة) وذلك بحسب قرار اللجنة الأمنية، خلال مدة أقصاها 4 أيام ابتداءً من اليوم الأحد 7 ابريل.
وتشير المذكرة إلى أن يتحمل كلا من قسمي باب موسى والباب الكبير المسؤولية الأمنية داخل المدينة القديمة، أسوة ببقية الأحياء، وبقيادة مدير شرطة تعز، فيما تلتزم اللجنة بتطبيع الأوضاع داخل المدينة القديمة.
وأصدرت اللجنة تقريرها من دون أن تتطلع على طبيعة الأوضاع في المدينة القديمة، وذلك بعد أن منعت مليشيا الحشد الشعبي، التي أسسها حزب الإصلاح، اللجنة التي شكلها المحافظ الإصلاحي نبيل شمسان، من الوصول إلى المدينة القديمة وما زالت تحاصر المدينة.
وقال محمد نجيب قائد العمليات والسيطرة في الكتيبة الخامسة المنضوية في اللواء 35 مدرع، إن المجاميع المسلحة غير النظامية منعت اللجنة التي شكلها المحافظ من دخول المدينة القديمة وذلك بعد أن تلقينا اتصال منها بتوجهها إلى المدينة غير أننا فوجئنا باستهدافنا من قبل المجاميع المتمردة بكل أنواع الأسلحة والقناصة.
وأكد أنه تم منع اللجنة من دخول المدينة القديمة وتهديدهم بقوة السلاح بعدم الدخول للمدينة القديمة، والتلفظ عليهم بألفاظ مشينة. مضيفاً إن اللجنة عادت أدراجها، وتوجهت نحو محافظ المحافظة لاطلاعه على أحداث ما جرى.
لكن يبدو أن سيطرة الإصلاح على محافظ تعز طاغية، إذ أن التقرير النهائي للجنة التي شكلها برئاسة وكيل المحافظة عارف جامل، ووكيل المحافظ لشؤون الدفاع اللواء عبدالكريم الصبري، والعميد عدنان رزيق قائد اللواء الخامس حرس رئاسي، وقائد عمليات محور تعز، والشيخ مؤمن المخلافي، لم تجرأ على انتقاد الجاني والممثل في حزب الإصلاح وألقت بجميع التهم على المجني عليه.
وخلال الشهر الماضي، أقدمت المليشيا الاخوانية على تفجير منازل ومقرات أعضاء حزب المؤتمر غرب مدينة تعز وكذا كتائب أبو العباس في المدينة القديمة، كما قامت المليشيات الأمنية بإحراق منزل يوسف الحياني مدير مديرية ماوية واعتقلت والده وقتلت مرافقه.
وشنت المليشيا الإخوانية، قصفا متواصلا على مقر كتائب ابو العباس ومنازل قائد وأفراد الكتائب في المدينة القديمة، وقامت مليشيا الحشد بالتنكيل بكل من يعارضون حزب الإصلاح أو يرفضون ممارساته الإجرامية التي جعلت من تعز ساحة للعصابات والاغتيالات والتصفيات.
ولعل ما يبرهن على أن هدف الإصلاح هو إعادة تمكين الحوثي في تعز أنه قام بتشكيل مليشيا عسكرية علنية خاصة بها وتشبه في مسماها المليشيات الشيعية في سوريا والعراق وهي "الحشد الشعبي"، كما أنه يستخدم نفس الخلطة الإيرانية لإثارة الفوضى، بدءا من ترويع المدنيين وانتهاك ممتلكاتهم، ومرورا بتفجير المنازل وحرق المقرات، والتوسع في السجون السرية لإرهاب المعارضين، والدخول في صراعات عسكرية مع المكونات الشعبية والسياسية، وهي نفس الإجراءات التي عهدت عليها مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من طهران في صنعاء وعدد من المناطق التي تسيطر عليها.
ما ذهبت إليه مليشيا الإصلاح في تعز من جرائم عدة ارتكبتها، تؤكد على أن العقل المدبر للفوضى في اليمن هو شخص واحد يقبع في طهران ويحرك دمى عسكرية حسبما شاء داخل اليمن، وكذلك فإنه يثبت أن الدوحة وطهران أصبحا لديهما إستراتيجية تخريبية واحدة.