الآباء والأبناء والأحفاد.. ضحايا تحويل اليمن إلى حقل ألغام

الاثنين 8 إبريل 2019 00:36:01
testus -US
حولت مليشيا الحوثي المناطق التي تسيطر عليها إلى حقل ألغام راح ضحيتها 2584 مدنيا ما بين قتيل وجريح غالبيتهم من الأطفال والنساء، غير أن المشكلة الأكبر والتي كشف عنها الحقوقي اليمني سليم علاو، أن هذه الحقول ستستمر في حصد أرواح المدنيين لعشرات السنين حتى في حال التوصل إلى حل سياسي، مؤكداً أن التقديرات لعدد الألغام التي زرعتها المليشيا تتجاوز مليون لغم. 
التركيز الحوثي على زراعة الألغام من دون أن يكون هناك خرائط من الممكن التعرف عليها لنزعها يبرهن على أنها لا تستهدف الأجيال الحالية فقط، ولكنها تريد أن يعيش المدنيين الأبرياء في خوف ورعب على أرواحهم طوال حياتهم، بحيث تكون حاضرة بجرائهم في الحاضر والمستقبل أيضا، الأمر الذي يفضح توجه الحوثي الساعي لإثارة الفوضى في البلاد من دون أن يكون لديه مشروع سياسي يسعى لتطبيقه.
وحذر مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في تعز من خطر الألغام على اليمن، مؤكدا أن اليمنيين يعيشون مشاكل خطيرة جراء انتشار الألغام التي زادت من الكارثة الإنسانية خصوصاً وأن عملية زراعتها تتم بشكل عشوائي ودون خرائط.
وتجد مليشيا الحوثي في زراعة الألغام سبيلا لحصد أكبر عدد من المدنيين من دون أن تتعرض هي لأي خسائر وهو أسلوب خسيس ورثته من إيران التي تدمر العالم العربي بمليشياتها المسلحة من دون أن تتورط هي في صراع مباشر، وتكتفي فقط بالتمويل والتدريب، وهو نفس فلسفة الألغام القاتلة.
وكان مساعد المدير العام لمشروع «مسام» السعودي لنزع الألغام في اليمن خالد العتيبي، حذر من أن كمية الألغام التي زرعها الحوثيون خلال السنوات الماضية، الأعلى معدل منذ الحرب العالمية الثانية، وقال خلال احتفال أقيم في مأرب بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام الخميس الماضي، إن المشروع تمكن من انتزاع أكثر من 55 ألف لغم وعبوة ناسفة، خلال عام 2018. 
وتستمر الألغام التي تزرعها العناصر الانقلابية في القتل وتدمير الحياة والأرزاق، على مدى سنوات طويلة حال عدم الوصول إليها، حتى مع التطورات التكنلوجية الحديثة، إذ تقوم المليشيات بتطويق مناطق واسعة بشبكات الألغام والعبوات الناسفة، إضافة إلى زراعتها في القرى وطرقات المزارعين ورعاة الغنم في عدد من المديريات.
وكان تقريرٌ صدر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصد)، قد كشف أن ألغام الحوثيين حصدت 1000 مواطن يمني، وتسببت في إصابة وإعاقة ما يزيد على 11 ألفاً في مختلف المناطق منذ عام 2015.
وأشار التقرير الذي تمَّ عرضه خلال ندوة حول الإخفاء القسري وزراعة الألغام في اليمن، والتي نظمها التحالف على هامش انعقاد الدورة الـ40 لمجلس حقوق الإنسان بمدينة جنيف، إلى أنّ اليمن أصبح أكبر دولة مملوءة بالألغام بعد الحرب العالمية الثانية؛ بسبب الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية.
وأوضح التقرير أنَّ مليشيا الحوثي زرعت أكثر من مليون لغم في مختلف المحافظات، منها ألغام مضادة للأفراد؛ ومضادة للعربات؛ ومضادة للدبابات والسفن والمراكب البحرية منذ عام 2014 وحتى عام 2018.
وبحسب التقرير، فإنَّ الحوثيين يستخدمون ألغاماً على شكل صخور ملونة وأسطوانية وألعاب أطفال ومواد بناء ومجسمات، وأصبحت هذه الألغام تهدد حياة الآلاف من اليمنيين، وتشكل خطراً يتربص بهم في كل مكان، وخاصة النساء والأطفال.
الألغام المضادة للأفراد التي تستخدمها المليشيات على نطاق واسع، تعد سلاحاً محرَّماً دولياً، ولا يجوز الاحتفاظ بها أو استخدامها حتى لو كان ضد العدو، وأكثر الفئات الاجتماعية تأثراً بالألغام هم البدو الرحَّل والرعاة والفلاحون.
وتتطلب عملية نزع الألغام الكثير من الجهد والوقت، بسبب اتساع رقعة حقول الألغام، وغياب الخرائط التي وضعت على أساسها حقول الألغام وقت الحروب. 
بدورها قالت منظمة أطباء بلا حدود إن الألغام ستخلف أجيالاً من المشوهين وتبعاتٍ لا تقف عند الأسر فحسب إنما تتعداها إلى المجتمع ككل، حيث يرجح أن يصبح ضحاياها أناساً أكثر اعتماداً على المساعدة وأكثر عزلة، كما أنها تجعل من زراعة الحقول وحصادها أمراً مستحيلاً، مما يلحق أضراراً مادية مباشرة على أهالي المنطقة.