جهود الإمارات والسعودية لإغاثة اليمن.. عن الخير الذي لا ينضب

"من الإمارات والمملكة العربية السعودية إلى اليمن.. يد ممدودة بالخير لا تعرف إلا العطاء، هدفها إنساني لتخفيف معاناة شعب، يواجه لا إنسانية جماعة انقلابية تآمرية من الداخل والخارج".

هكذا لخّصت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية الدور الإنساني الذي تقدمه الرياض وأبو ظبي لخدمة المدنيين اليمنيين، في وقتٍ يدفع فيه الملايين أثماناً فادحة جرّاء الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية.

وتحت عنوان "خير لا ينضب"، قالت الصحيفة الإماراتية اليوم الثلاثاء: "يد واحدة، لحملة موحدة شعارها توفير الاحتياجات الغذائية العاجلة لليمنيين، وعلاج سوء التغذية الحاد لدى الأمهات والأطفال والإصحاح البيئي لمكافحة وباء الكوليرا وتأمين المحاليل الوريدية".

وأضافت أنّ المبادرة الميدانية تعالج الأزمة الإنسانية المتصاعدة، في مواجهة "عصابة" لم تسعَ منذ احتلالها صنعاء قبل نحو خمسة أعوام سوى إلى استنزاف دماء اليمنيين وملء جيوبها بأموالهم.

وأشارت "الاتحاد" إلى أنّ استقرار اليمن وازدهاره من أولويات الإمارات والسعودية، مؤكدةً أنّ وحشية الحوثيين وانتهاكاتهم لكل الاتفاقات لن تمنع التحالف العربي بقيادة البلدين من أداء رسالته في إغاثة الشعب اليمني، ومنع حدوث أي مجاعة أو تفشي أوبئة تهدد أمنه واستقراره.

وأكّدت الصحيفة: "المساعدات مستمرة، وما تضمنه برنامج الـ200 مليون دولار لإيصال الاحتياجات والمعونات إلى جميع المستحقين، هدفه تأمين الشعب لمقاومة ومواجهة غدر وظلم الميليشيات الانقلابية المطلوب من دول العالم الضغط عليها لاحترام اتفاقات السلام، ووقف اعتداءاتها وانتهاكاتها، وفتح الطريق أمام إنهاء النزاع ودفع أفق الحل السياسي".

وكانت السعودية والإمارات قد أعلنتا أمس الاثنين، تخصيص 200 مليون دولار لدعم الاحتياجات الإنسانية في اليمن، ضمن مبادرة "إمداد".

وتشمل المبادرة 140 مليون دولار لتوفير الاحتياجات الغذائية العاجلة من خلال برنامج الغذاء العالمي، و40 مليون دولار لعلاج سوء التغذية الحاد لدى الأمهات والأطفال والإصحاح البيئي من خلال منظمة "اليونيسيف"، و20 مليون دولار لمكافحة وباء الكوليرا وتأمين المحاليل الوريدية من خلال منظمة الصحة العالمية.

وجاءت هذه المبادرة الإنسانية المشتركة بين البلدين بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة، تأكيداً على الدور الإنساني الذي توليه دول التحالف العربي اهتماما كبيراً.

وبلغ إجمالي ما قدمته دول التحالف وفي مقدمتها السعودية والإمارات المتحدة دعماً لليمن على مدى الأعوام الأربعة الماضية يزيد عن 18 مليار دولار.

في هذا السياق، صرح المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، بأنّ دول التحالف تسعى جاهدة لرفع المعاناة عن اليمنيين جرَّاء الأزمة الإنسانية الصعبة التي يمر بها بسبب عدم احترام مليشيا الحوثي الانقلابية لمبادئ اتفاقية ستوكهولم وما صدر عنها من توصيات وما تقوم به من استغلال للأزمة الإنسانية وتحويلها للكسب العسكري والسياسي.

كما أوضحت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بدولة الإمارات ريم الهاشمي، أنَّ هذا الدعم الموجّه سيركز قسم كبير منه على المرأة، حيث تحتل الأمهات والنساء عمومًا مكانة عالية ضمن برامج المساعدات الخارجية نظراً لدورهن البارز والمحوري في تقديم المساعدات بكفاءة وتعزيز بناء النسيج الاجتماعي.

وأشارت إلى الصعوبات التي تعرقل وصول المساعدات إلى اليمن بسبب المعوقات التي يضعها الجانب الحوثي، التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها للتخفيف من المعاناة الإنسانية، وعدم احترام الاتفاقات التي تم التفاوض بشأنها كاتفاق  ستوكهولم للسلام.

وأوضحت الوزيرة أنّه تمّ اختيار توقيت لتقديم هذا الدعم من أجل تلبية الاحتياجات العاجلة، والحرص على توصيل المساعدات خلال الأسابيع القادمة، لتمكين اليمنيين من تلبية احتياجاتهم، وصون كرامتهم من خلال السعي للمحافظة على تقاليدهم الراسخة وممارسة العادات المتوارثة بتناول الوجبات الجماعية خلال شهر رمضان المبارك.

وتابعت: "سنعمل مع وكالات الأمم المتحدة من أجل إيصال تلك المساعدات إلى كافة أنحاء اليمن", مبديةً رغبتها في بدء عملية إعادة بناء البنية التحتية وتعزيز اقتصاد اليمن، داعيةً إلى احترام اتفاقات السلام والبدء في بناء مستقبل مشرق وزاهر في اليمن, متطلعةً إلى تقديم المزيد في أقرب وقت.