مفخخات حوثية في اتفاق السويد.. المليشيات تفجّر قنبلة تشاؤم
حوّلت الخروقات المتواصلة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية اتفاق السويد الذي عُلِّقت عليه الآمال لإحداث حلحلة سياسية، إلى موجة عارمة من التشاؤم، قضت على فرص نجاحه، وأعادت الحديث إلى ضروريات الحسم العسكري.
تقول صحيفة البيان إنّه طال الانتظار وعمَّ التشاؤم بشأن مصير اتفاق السويد الموقّع في منتصف ديسمبر الماضي حول العملية السياسية، وبات واضحاً من المسؤول عن عرقلة تنفيذ الاتفاق، ومن الذي يرفض تنفيذ بنوده، وبخاصةً إعادة الانتشار والانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة.
في هذا السياق، قال وزير الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش: "تقع على عاتق الحوثيين في الوقت الراهن مسؤولية إنهاء عرقلتهم تنفيذ اتفاق ستوكهولم واحترام التزاماتهم المتعلقة بالانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين".
لأكثر من مرة، وعدت مليشيا الحوثي بأنها ستلتزم بتنفيذ الاتفاق، ودعت المبعوث الدولي مارتن جريفيث للحوار معها، ثم يعود المبعوث بلا نتيجة، وآخر هذه اللقاءات والحوارات كان هذا الأسبوع مع زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي، ولم يسفر عن أي نتائج، ولم يجد المبعوث الدولي ما يقوله للصحفيين بعد اللقاء، ورحل ملتزماً بالصمت.
وتوضح الصحيفة أنّ الأمر لم يعد يحتمل الاستمرار، ولا بد من التدخل الدولي للضغط، ليس فقط على المليشيات الحوثية بل أيضاً على إيران التي تقف وراءهم وتوجههم لعرقلة تنفيذ بنود اتفاق السويد الذي يمهد لإنهاء العبث الإيراني في اليمن، وهو ما قاد إلى توجيه رسالة يمنية إماراتية سعودية إلى مجلس الأمن الدولي.
البعثات الأممية للدول الثلاث وجّهت رسالة مشتركة إلى مجلس الأمن، أمس الأول الثلاثاء، بشأن الأوضاع في اليمن، وطالبت بالضغط على مليشيا الحوثي وإيران لوضع حد لعرقلة الاتفاق السياسي.
الرسالة قالت إنّ المليشيات الانقلابية حقّقت أرباحاً كبيرة لتحكمهم في تدفق البضائع في المناطق التي يحتلونها، كما أكّدت أنّها تمنع وصول المعونات لليمنيين.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد وثّقت الرسالة سرقة الحوثيين لمساعدات الإغاثة الإنسانية، الأمر الذي يمنع دول التحالف من تسليم تبرعات إنسانية خشية استيلاء الحوثيين عليها.
هذه الخطوة الدبلوماسية المهمة تندرج ضمن محاولات فضح الجرائم الحوثية التي تلقي بالكرة دائماً في ملعب القتال والمعركة، عابثةً بأي فرصة نحو إحلال السلام أو مجرد النجاح في تنفيذ أولى خطواته.
وينتظر كثيرون من المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة أن تغير من طريقة تعاطيها مع الحوثيين، فعلى مدار نحو أربعة أشهر ارتكبت المليشيات ما يتجاوز الـ1000 انتهاك ببنود الاتفاق السياسي، إلا أنّ ذلك لم يحرّك المشهد الدولي بل ظلّت الأمم المتحدة تتساهل مع الانقلابيين على النحو الذي منحهم فرصة إعادة ترتيب صفوفهم بعدما كانوا على شفا هزيمة مدوية بالحديدة تحديداً، في ديسمبر الماضي (قبل الاتفاق).
وقبل أيام، كشف مصدر دبلوماسي أمريكي، كان قريباً من دوائر صنع القرار، أنّ طهران زوّدت المليشيات الحوثية في الفترة الأخيرة بعناصر من الحرس الثوري وفيلق القدس وعناصر من حزب الله، وذلك ضمن محاولاتها لإعادة ترتيب الصفوف من جديد، استعداداً على ما يبدو للمرحلة المقبلة من الحرب الحوثية.
ونُقل عن المصدر الأمريكي قوله إنّ العناصر التابعة لإيران رُصد تواجدها بشكل كبير في باب المندب والمخا والحديدة، وقد زاد عددهم مقارنةً بالفترات السابقة؛ في محاولة من المليشيات للسيطرة على موانئ الحديدة المطلة على البحر الأحمر.