كيف قطع الحوثيون حبل الوصال بين الأطفال والمدارس؟
الجمعة 12 إبريل 2019 02:15:27
"هي مدرستي، بيتي الثاني لا أنساهـا لا تنساني، تستقبلني كـل صبـاح فكمـا أهواها تهوانـي، فيهـا كتبـي وأساتذتـي ولقـاءاتـي بالخلان".. بهذه الكلمات تغنّت تلميذةً يوماً بمدرستها، لكنّ هذا لا يصلح أن يكون في زمن الحوثي.
المليشيات الحوثية، حرمت ملايين الأطفال من التعليم، كما دمّرت مئات المدارس، وهو ما يكشف استهداف الانقلابيين للعملية التعليمية برمتها في اليمن، على النحو الذي يمثل تهديداً مروعاً لمستقبل الأجيال المقبلة.
وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله لملس قال إنّ أكثر من مليوني طفل يمني محرومين من التعليم في المدارس فيما تعرضت ثلاثة آلاف مدرسة للتدمير بسبب حرب مليشيا الحوثي الانقلابية.
لملس أضاف في كلمته خلال المنتدى العربي للتنمية المستدامة الذي اختتم فعالياته اليوم الخميس، وتنظمه الأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت، أنّ الحكومة حريصة على استقرار العملية التعليمية في ظل الظروف الراهنة.
وطالب، الأمم المتحدة بدعم العملية التعليمية في اليمن، محذراً من عواقب التسرُّب المدرسي وانقطاع الأطفال عن التعليم، وخطورة ما تقوم به المليشيات الحوثية في استقطاب الأطفال وتجنيدهم وتأثير ذلك على التنمية المستقبلية.
وخلال فعاليات المنتدى، دعا المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسكو الدكتور حمد الهمامي إلى تكثيف الجهود الداعمة للعملية التعليمية في اليمن.
المليشيا الحوثية خلال حربها العبثية التي أشعلتها في البلاد، تعمّدت إجراء تغييرات على المناهج الدراسية لطلاب المدارس والجامعات، بقصد تغيير الهوية بأفكار طائفية، وتفخيخ عقول الأطفال والشباب بأفكارهم المستوردة من إيران.
وقالت مصادر إعلامية، إنّ الحوثيين أدخلوا على المناهج التعليمية الكثير من الدروس ذات الصبغة الطائفية المستنسخة من التجربة الإيرانية، في خطوة وصفت بأنها تهدف تدمير للهوية والنسيج والسلم الاجتماعي في اليمن.
وتكمن الخطورة، في أنّ مثل هذه الأفكار الطائفية والخرافات التي يدعيها الحوثي، كان يتم تدريسها فقط فيما يسمى بالدورات الثقافية لمن يوالونه، إلا أنها باتت في صلب العملية التعليمية بالمدارس والجامعات والمعاهد اليمنية.
كما تبدأ عملية تجنيد الأطفال، في المناطق التي تخضع لسيطرة المليشيات عن طريق المدارس، ويتم ذلك من خلال البرامج المكثفة التي يقدمها عدد من الحوثيين.
وتدير المليشيات عملية ممنهجة لتغيير الأفكار في هذه المدارس، كما أقدمت عناصرها في وزارة التعليم على تغيير المناهج".
كما تواصل مليشيا الحوثي منذ أكثر من أربع سنوات نهب مرتبات الموظفين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، بما فيها قطاع التربية والتعليم، وسط تواطؤ أممي مع المليشيات لزيادة معاناة المواطنين.
وأفادت مصادر مطلعة، أمس الأربعاء، بأنّ منظمة اليونيسيف أقدمت على إيقاف المستحقات المالية لمئات المعلمين والذين قطعت مليشيا الحوثي رواتبهم منذ ثلاثة أعوام، وذلك ضمن الحوافز النقدية للمرحلة الثانية في أكثر من 30 مدرسة.
وقال معلمون بمدارس مناطق العود شرق محافظة إب، إنّ منظمة اليونيسيف أقدمت على إيقاف المستحقات المالية لمئات المعلمين، مؤكدين أنّ حرمانهم من مستحقاتهم المالية يأتي تنفيذاً لتوجيهات عليا من مليشيا الحوثي الانقلابية والتي قضت بحرمانهم من الحوافز النقدية نتيجة الأحداث والمواجهات التي تشهدها جبهة العود عقب محاولة مليشيا الحوثي السيطرة بقوة السلاح على قرى وبلدات منطقة العود ومقاومة الأهالي لتلك المحاولات منذ 23 مارس الماضي.