مطبخ قطر

محمد ناصر العولقي

أكاد أجزم أن ثلاثة أرباع المجندين من قبل الشرعية في شبكات التواصل الاجتماعي يشتغلون بوعي أو دون وعي لصالح الحوثيين والجماعات المسلحة .

اتضح لي هذا في مرات كثيرة وهم يجاهدون بأقصى ما لديهم من جهد لنفي أي علاقة للحوثيين بأعمال عدوانية أو تخريبية هنا وهناك في مناطق الجنوب ومحاولة رميها على قوى جنوبية وبالتحديد المجلس الانتقالي أو تحريف التصريحات الرسمية من جهات مسؤلة في الشرعية بحيث يتجه الاتهام إيحاء أو تصريحا بعيدا عن الحوثيين والجماعات المسلحة .
هناك مطبخ أو أكثر من مطبخ تتحكم به قطر وتوجهه لصالح الحوثيين ، وهذا المطبخ يتلاعب بالأخبار والمعلومات ويحرفها في كل مرة يحدث فيها حادث في الجنوب ثم يباشر المجندون مهمتهم في تعميم رؤيته وإشاعتها ، وبعض هؤلاء يقوم بذلك بوعي لأنه جزء من المنظومة بينما البعض الآخر يفعل ذلك بدافع الخصومة مع المجلس الانتقالي ودولة الإمارات والتحالف العربي بشكل عام ظنا منه أنه يخدم بهذا العمل الشرعية ويخدم الرئيس هادي .
وكمثال عملي لما ذكرت أعلاه ما لاحظناه اليوم من تمترس واستماتة من قبل مجندي الشرعية بنفي علاقة الحوثيين بالطائرتين المسيرتين بغض النظر عن الجهة التي يحاولون اتهامها صراحة أو عبر الإيحاء ... 
لقد عقد محافظ حضرموت مؤتمرا صحفيا اليوم عن حدث انعقاد جلسة مجلس نواب الشرعية في سيؤون وقال فيه بالحرف : 
" إن لهذا الحدث قيمة سياسية ومعنوية كبيرة ، الأمر الذي أدى الى انزعاج الحوثيين الذين عمدوا الى إطلاق طائرتين مسيّرتين صباح وعصر اليوم تم التصدي لها من قبل قوات الدفاع الجوي بنجاح ، وتم تحديد مسارها ومركز انطلاقها ونوعية صنعها " .
وكان كلامه واضحا بتحميل الحوثيين مسؤلية إطلاق الطائرتين المسيرتين ولكن ماذا حدث من مجندي قطر ؟
أولا : نشر مطبخ قطر ما قاله محافظ حضرموت على النحو التالي :

" المحافظ البحسني خلال مؤتمر صحفي :
الاخصائيون حددوا نوعية ومواصفات ومسار الطائرتين المسيرة التي تم تدميرها في سماء مدينة سيئون بحضرموت، والوقت ليس مناسبا للافصاح عن هذه المعلومات "
فبتروا من كلامه اتهامه الصريح للحوثيين وأضافوا الى كلامه فقرة " والوقت ليس مناسبا للافصاح عن هذه المعلومات "
بحيث يوحي الخبر بتورط جهات أخرى غير الحوثيين ، وأن البحسني يتحرج من ذكرها ، وبدون شك سيذهب الناس الى الاعتقاد بأن العملية مدبرة من التحالف العربي .
ثانيا : انطلق مجندوا الشرعية بعد ذلك بلا هوادة في عدم إبقاء المسألة محط التباس بل توجيه الاتهام صراحة الى قوى جنوبية والى التحالف وبالغوا في ذلك ، وهذا عمل ليس برئيا أبدا من توجيه المطبخ القطري ، وأغلب المجندين فعلوا ذلك من باب النكاية ومن باب ممارسة ( شغل القطيع ) ونشطوا بصورة لافتة في نشر هذا الاتهام وإشاعته وتعميمه وخوض الجدال مع الخبر الحقيقي .
ثالثا : لاينفك المجندون في كل مرة عن التضامن فيما بينهم بتكرار النشر وبصوت واحد لتأكيد ما يشيعونه من فواحش التهم ومقابل ذلك يتشتت الفريق الجنوبي بين مهتم بإيصال الحقيقة ولامبالي وناءٍ بنفسه ومبعثر الرؤية ومنفوخ الريش وسبب ذلك أنه فريق بلا مطبخ وبلا تنظيم وبلا حماس وطني حقيقي.


مقالات الكاتب