الخروقات الحوثية لاتفاق السويد.. متى توقِظ ضمير العالم؟
الجمعة 12 إبريل 2019 20:41:09
"متى يتحرك العالم؟، متى تستفيق الإنسانية، متى يصحو العالم من غفلته".. بعضٌ من تساؤلات تدور على شفاه ملايين اليمنيين دون أن تجد جواباً يسد رمق الجائعين أو يروي ظمأ العطاشى أو يداوي جراح المتألمين.
منذ صيف 2014، أشعلت المليشيات حرباً عبثية، كبّدت المدنيين أثماناً فادحة، وسط صمت دولي أفسح المجال أمام الانقلابيين لممارسة كافة صنوف الانتهاكات، فيما اكتفى المجتمع الدولي، ممثلاً في أممه المتحدة بصمتٍ مروع، منح رخصة غير مباشرة لجرائم الحوثيين.
تقول صحيفة "البيان" الإماراتية إنّ تصاعد الأزمة اليمنية بعد اتفاق استوكهولم أثبتت أنَّ مليشيا الحوثي لا تعير أي اهتمام لمأساة ومعاناة الشعب، وأنها مصرة على إفشال اتفاق استوكهولم، وليس أدل على ذلك من العقبات التي تضعها أمام المبعوثين الأمميين حيال تنفيذ بنود الاتفاق.
يؤدي هذا الأمر إلى إطالة عمر المعاناة والكارثة الإنسانية في اليمن، ويعيد الأوضاع إلى مربع البداية، في محاولة من المليشيات الانقلابية للاستفادة من عامل الوقت لإعادة ترتيب أوراقها العسكرية، وهذا ما يحدث في محافظة الحديدة منذ توقيع اتفاق السويد من استقدام المزيد من الحشود العسكرية وحفر الخنادق وزراعة الألغام، كما يواصل الحوثي عمليات تجنيد الأطفال اليمنيين والزج بهم في الحرب.
وأضافت الصحيفة أنّه في الوقت الذي تستمر فيه خروقات مليشيا الحوثي للاتفاق وإعاقتها المبعوثين الأمميين، تذهب قوافل المساعدات الإماراتية عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر، لتنقل عشرات الأطنان من المساعدات لإغاثة 14 ألف يمني في الساحل الغربي.
وتحرص دولة الإمارات على مواصلة تقديم المساعدات للشعب اليمني للتخفيف من معاناته وتحسين ظروفه المعيشية، وقد بلغ حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها كل من الإمارات والسعودية لليمن منذ عام 2015 حتى الآن نحو 18 مليار دولار، ويستعد البلدان لتقديم مساعدات بقيمة 200 مليون دولار للشعب اليمني خلال شهر رمضان المقبل.
وأوضحت الصحيفة أنّ التحالف العربي جاء اليمن ليعيده إلى لحضن العربي، بينما مليشيا الحوثي تبحث عن مصالحها الخاصة، وتنفذ توجيهات إيران وأجندتها في المنطقة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قد أمس الخميس، أكّد أهمية أن يقوم مجلس الأمن بإرسال رسائل قوية إلى الحوثيين ليتم التمكن من إنجاز تقدُّم في الحديدة قبل النظر في أي خطوات قادمة في عملية السلام باليمن.
تصريحات جوتيريش جاءت خلال لقائه بوزير الخارجية خالد اليماني الذي يزور نيويورك حالياً للقاء قيادات الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن، في جلسة كاشفة تضمّنت الحديث عن أبرز الانتهاكات الحوثية المتصاعدة على جبهات عدة.
وقال جوتيريش، خلال الاجتماع، إنّ كافة جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن تتركز حالياً على تنفيذ اتفاق الحديدة، الموقع في السويد قبل أربعة أشهر والذي ينص على انسحاب مليشيا الحوثي الانقلابية من مدينة وموانئ الحديدة، وجدد التأكيد على التزامه الشخصي والأمم المتحدة للتوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية.
في المقابل، أكّد اليماني أهمية الالتزام بإخراج مليشيا الحوثي الانقلابية من الحديدة وتنفيذ بقية مقتضيات اتفاقات ستوكهولم كمدخل للمشاورات السياسية لتحقيق السلام في اليمن، وأضاف: "لا يجب التغافل عن تعنت الميليشيات ورفضها لتنفيذ اتفاقات ستوكهولم، بل يجب أن تحمّل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الحوثيين مسؤولية إعاقة تنفيذ الاتفاق، ووضع المزيد من الضغط عليهم للتوقف عن استغلال معاناة اليمنيين والبدء في تنفيذ اتفاق الحديدة".
وجاء هذا التصريح، ذي النبرة الجديدة نوعاً ما من قِبل الأمم المتحدة، بعد أيام قليلة من رسالة مشتركة وجّهتها البعثات الأممية لليمن والسعودية والإمارات إلى مجلس الأمن بشأن الأوضاع في اليمن، وطالبت بالضغط على مليشيا الحوثي وإيران لوضع حد لعرقلة الاتفاق السياسي.
الرسالة قالت كذلك، إنّ المليشيات الانقلابية حقّقت أرباحاً كبيرة لتحكمهم في تدفق البضائع في المناطق التي يحتلونها، كما أكّدت أنّها تمنع وصول المعونات لليمنيين، كما وثّقت سرقة الحوثيين لمساعدات الإغاثة الإنسانية، الأمر الذي يمنع دول التحالف من تسليم تبرعات إنسانية خشية استيلاء الحوثيين عليها.