الإصلاح وداعش والقاعدة.. ثالوث الشر يغرس بذور الإرهاب
رأي المشهد العربي
"حاولت الجماعة الإرهابية فضح المليشيات الإرهابية فاستعانت بتنظيمات إرهابية"... هذه المعادلة غريبة الأطوار كشفت ثالوث الشر الذي عاث في الأرض قتلاً وإفساداً، المتمثل في حزب الإصلاح وتنظيمي داعش والقاعدة.
قيادة محور تعز، التابع للمنطقة العسكرية الرابعة (الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح) نظّمت ما قالت إنّها حملات توجيه معنوي في جامعة تعز تستهدف التوعية بمخاطر مليشيا الحوثي، وقد استخدم حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية) شخصيات مقربة من القاعدة وداعش لإلقاء هذه المحاضرات.
إحدى هذه الشخصيات هو العقيد "يحيى الريمي"، وهو يقود التوجيه المعنوي في قيادة محور تعز، ويعتبر أحد أهم وأخطر الشخصيات الإرهابية، والمرتبطة بقيادات داعش، ويتردّد أنّ ابنه "عبدالله" لايزال قيادياً في التنظيم إلى الآن، وتم ادراج اسمه ضمن قوائم الإرهاب والعقوبات التي أصدرتها لجنة الخبراء الأممين عام 2018.
يشرف الريمي على أكثر من 700 فرد من أعضاء حزب الإصلاح، تم منحهم رتباً عسكرية في صفوف الجيش تحت مسمى "التوجيه المعنوي"، وتتمثل مهمتهم في تنفيذ مهام الذباب الإلكتروني التابع للجماعة، والذي يتلقى تعليماته من أحمد عثمان المسؤول الإعلامي لحزب الإصلاح، وأحمد المقرمي المسؤول السياسي بالحزب ذاته.
استعانة "الإصلاح" بعناصر متطرفة ليس بغريب لا سيّما أنّ الحزب نفسه مصنّف إرهابياً، لكنّ الخطورة تكمن في مستقبل طلاب المدارس والجامعات الذين تستقبل عقولهم سموماً إخوانية إرهابية تغرس فيهم بذور العنف والتطرف.
جانبٌ آخر مثيرٌ للالتفات وهو أنّ عناصر "الإصلاح" سواء التنظيميين في الحزب أو المنضمين لصفوف الجيش تحت لواء القيادي الإخواني علي محسن الأحمر لم يشاركوا في أي معركة ضد الإرهاب، بما في ذلك الحرب على الحوثيين الذي يدعي الإصلاح تنظيم ندوات لفضح إرهابهم.
وبالنظر إلى المنطق، فإنّ الأولى إذا كان الإصلاح حقاً ينوي فضح الإرهاب، أن يُسخّر عناصره لمقاتلة الحوثيين، لكنّ ما يجري على الأرض يكشف النوايا الحقيقية للإخوان القائمة على تحقيق مصالحهم ونشر إرهابهم.