نعيم الجمال وألغام المليشيات.. قدمٌ بترها الجحيم الحوثي
الخميس 18 إبريل 2019 20:22:56
لا تزال تحصد الألغام التي تزرعها مليشيا الحوثي أرواح المدنيين، في جريمة ربما يطال تأثيرها حتى في مرحلة ما بعد هزيمة الانقلابيين جرّاء اعتمادهم على زراعتها عشوائياً، لا سيّما في المناطق المأهولة للسكان.
نعيم أحمد الجمّال، أحد اليمنيين الذين باتوا ضحية لغم حوثي، فقد على أثره إحدى قدميه، ويقول في تصريحات لمكتب الإعلام الخاص بالمركز السعودي لنزع الألغام "مسام"، إنّ لغماً انفجر به حين كان يجتاز منطقة كانت توجد فيها المليشيات، ما أدَّى إلى بتر إحدى قدميه.
ويضيف: "تمّ العثور على 190 لغماً في هذه المنطقة.. المليشيات الحوثية قامت بتلغيم كل شيء".
المليشيات الحوثية، بحسب "نعيم"، لا تستخدم الألغام لأغراض عسكرية بل وسَّعت استخداماتها الإجرامية في استهداف المدنيين، بهدف منع تطبيع الأوضاع، وترك انطباع لدى السكان بأن الأوضاع ليست على ما يرام، كاشفاً أنّ المليشيات زرعت ألغاماً حتى داخل بعض المنازل التي أخلاها أهلها فترة من الزمن.
ووجّه رسالة للحوثيين قال فيها: "أنتم تقتلون الشعب اليمني، ولا تقتصر حربكم على الجبهات العسكرية، بل خلّفتم مآسي وكوارث بين السكان المدنيين في مختلف أنحاء اليمن".
واستنزفت الألغام التي يزرعها الحوثيون بأشكال وأحجام متنوعة آلاف اليمنيين، بلغت حتى نهاية العام الماضي 900 قتيل ونحو 10 آلاف جريح، معظمهم نساء وأطفال، في مختلف المحافظات.
وبات اليمن أكبر دولة ملغومة بعد الحرب العالمية الثانية، ووفقا لتقرير حكومي فقد زرعت المليشيات ما يزيد عن مليون لغم في مختلف المناطق، أكبرها الحديدة ثم تعز.
ومنح الدعم المقدم من إيران وحزب الله الإرهابي، مليشيا الحوثي قدرة على تصنيع مئات الأشكال، محلية الصنع، لمجسمات تتماهى مع الطبيعة، وتماثل بعضها الصخور وحتى ألعاب الأطفال ومواد البناء، وتشكل في مجملها خطرا بالغا ضد المدنيين وتعمل بدواسات فردية وحرارية مرتجلة.
وتكمن الخطورة في وجود كميات كبيرة من الألغام والذخائر غير المنفجرة، وخصوصاً المهملة منها، والتي لم يتم إزالتها على وجه السرعة، مما يُمّكن الجماعات الإرهابية من إعادة استخدامها كعبوات ناسفة.
وأطلقت المملكة العربية السعودية مشروع "مسام" استمراراً لجهودها الإنسانية لنزع الألغام في اليمن، ويهدف المشروع إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، وتدريب كوادر وطنيه يمنيه على نزع الألغام، ووضع آلية تساعد اليمنيين على امتلاك خبرات مستدامة لنزع الألغام.