منع الأسماء الأجنبية.. سلاح حوثي جديد يغرز بذور الطائفية في المدارس
واصلت مليشيا الحوثي الانقلابية، فرض سياساتها وأجندتها على المدارس من خلال إصدارها تعميمات في هذا الصدد، تغرز مزيداً من بذور الإرهاب والطائفية.
أحدث التحركات الحوثية في هذا الصدد تمثّل في تعميمٍ أصدرته المليشيات إلى مكاتب التربية والتعليم في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها يقضى بإلغاء الأسماء الأجنبية للمدارس والمعاهد.
الوثيقة التي تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، بيّنت أنّ المليشيات طلبت من إدارات المدارس والمعاهد الإسراع بتغيير هذه الأسماء وتقديم الأسماء البديلة إلى سلطات الجماعة في التربية والتعليم للموافقة عليها أم رفضها.
وبحسب مصادر تربوية، جاء هذا القرار الحوثي استجابة مباشرة لتوجيه زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي الذي أمر بإزالة كافة المظاهر التي تهدد المجتمع الحوثي ومنها الأسماء الأجنبية، بحسب زعمه.
وتسعى المليشيات إلى إطلاق مسميات طائفية على كافة منابر التعليم العام والأهلي بما يتواءم مع الثقافة الإيرانية التي جاء بها مؤسس الجماعة حسين الحوثي في ملازمه الخمينية.
ومنذ سيطرة الميليشيات الحوثية على صنعاء في سبتمبر 2014، أقدمت على تبديل أسماء العشرات من المنشآت الحكومية والقاعات والمدارس والمساجد وأطلقت عليها مسميات طائفية.
وتواصل مليشيا الحوثي السيطرة على المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لنشر سياساتها الإرهابية القائمة على الطائفية.
وأصدرت المليشيات، أمس الخميس، تعليمات تلزم مدارس صنعاء بالامتناع عن إقامة الاحتفالات بتكريم الأوائل.
وقالت مصادر مطلعة إنّ المليشيات منعت بعض المدراس من الاحتفال وتكريم أوائلها بداعي احتفال هذه المدارس العام الماضي في وقت أربعينية مقتل القيادي الحوثي صالح الصماد رئيس ما يُسمّى "المجلس السياسي" للانقلابيين.
وهدّدت المليشيات الحوثية، هذه المدارس بإغلاقها في حال تدشينها احتفالات لتكريم الأوائل أو حتى علمت بالاحتفال على مستوى المدرسة وهذا يعد كعقوبة لها.
وبحسب تقارير حقوقية، فإنَّ 75% من إجمالي المرافق التعليمية باليمن تمّ إغلاقها وحرمان قرابة مليوني طالب يمني من مواصلة تعليمهم بسبب الحرب الحوثية.
كما أنّ 1477 مرفقاً تعليمياً تضرر جراء الحرب الدائرة في اليمن خلال أكثر من عام حيث تم تدمير 748 مرفقاً تعليمياً، منها 161 مرفقاً دمرت بشكل كلي، فضلاً عن نهب أثاث وتجهيزات 101 مرفق تعليمي في 17 محافظة، مع مداهمة واحتلال مسلحي المليشيات الحوثية 352 مدرسة وجامعة وكلية ومعهداً (حكومياً وخاصاً) منذ بداية الحرب وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة، كما رصد تحويل قرابة 276 مدرسة إلى مخيمات لإيواء النازحين.
كما أجرت مليشيا الحوثي، تغييراً على المناهج الدراسية لطلاب المدارس والجامعات بقصد تغيير الهوية اليمنية بأفكار طائفية، وتفخيخ عقول الأطفال والشباب بأفكارهم المستوردة من إيران.
وخلال العامين الماضيين، أجرت المليشيات، المدعومة من إيران، تعديلات كبيرة على المناهج التعليمية في عدد من المواد الدراسية، منها مادة الثقافة الإسلامية لطلاب الجامعات اليمنية، وأدخل الحوثيون على المناهج التعليمية الكثير من الدروس ذات الصبغة الطائفية المستنسخة من التجربة الإيرانية، في خطوة وصفت بأنها تهدف لتدمير الهوية والنسيج والسلم الاجتماعي في اليمن.