فيتو ترامب وتصريحات السفير ...موقف واشنطن بين غضب إيران وفرصة الحوثيين
تصاعد الغضب الأمريكي من التدخلات الإيرانية في اليمن، على النحو الذي قد يُغيّر من المعادلة في الفترة القريبة المقبلة، في وقتٍ منحت فيه واشنطن مليشيا الحوثي فرصة قد تكون أخيرة ليكونوا جزءاً من المشهد حال وقف الحرب.
السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر قال إنّ بلاده تدعو إيران لوقف تدخلاتها في اليمن والكف عن إعاقة الحل السياسي، مشدّداً على أنّ الحوثيين لا مكان لهم إذا أصروا على الاحتفاظ بالسلاح خارج إطار الدولة.
تولر تحدّث عن تعثُّر تنفيذ اتفاق الحديدة قائلاً: "لدينا أمل بأن نرى الطرفين يثبتان نيتهما بتنفيذ اتفاق الحديدة، لأنّ أي مفاوضات تعني أن يقدم الطرفان تنازلات، لكن للأسف الحوثيين لم يتغيروا إطلاقاً.
وأضاف: "إذا كان الحوثيون جادين في تحقيق المصالحة مع الحكومة فإن عليهم تغيير سلوكهم، نحن نحكم على السلوك وليس على الكلام"، لافتاً إلى أنّ واشنطن تعمل حالياً على رفع القدرات الأمنية اليمنية على حماية الحدود البرية والبحرية والأمن العام ومكافحة الإرهاب.
وقبل أيام، استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حق النقض (الفيتو) ضد قرار للكونجرس كان يسعى لإنهاء المشاركة الأمريكية في العمليات التى يخوضها التحالف العربي في اليمن، وهو ما مثّل كابوساً على مليشيا الحوثي الانقلابية وعقلها المدبر، النظام الإيراني.
وكان المعسكر الإيراني - الحوثي يأمل بألا يستخدم ترامب "الفيتو" نحو وقف المشاركة الأمريكية إلى جانب التحالف العربي، لاستخدام ذلك خاصةً على الصعيد السياسي كورقة ضغط على التحالف، ومحاولة إبعاد دفة الانتقادات التي تعصف بالمليشيات وقادتها في اتجاه آخر.
ويعكس موقف ترامب حجم ضرورة التصدي للتدخلات الإيرانية في اليمن، وهو ما يزيد الضغط على طهران لإجبارها على وقف الدعم المقدم للمليشيات الحوثية، وهو تسليحٌ يطيل من أمد الحرب التي أشعلها الانقلابيون في صيف 2014.
ويتمثّل الضغط الأمريكي على إيران في تضييق الخناق على أذرعها الإرهابية، لا سيّما الحرس الثوري وحزب الله، فقبل أيام أعلنت إدارة ترامب تصنيف الحرس الثوري الإيراني كـ"منظمة إرهابية خارجية"، وأكّد الرئيس أنّ هذه الخطوة غير المسبوقة التي قادتها وزارة الخارجية، تظهر حقيقة أنّ إيران لا تدعم الإرهاب فقط بل أن الحرس الثوري الإيراني يشارك ويمول ويستخدم الإرهاب كأداة في عملية إدارة الدولة.
وأضاف أنّ خطة تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، هو الأول من نوعه من قبل أمريكا تجاه فرع من حكومة أخرى، لكنه يستند إلى أن تصرفات إيران تختلف بجوهرها عن تصرفات الحكومات الأخرى.
وشدد الرئيس الأمريكي على أن هذه الخطة ستزيد من حجم الضغط المفروض من قبل واشنطن على النظام الإيراني، وتوضح مخاطر التعاون الاقتصادي أو دعم "الحرس"، وتابع: "إذا كنت تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني اقتصاديًّا، فأنت تمول الإرهاب".