الوزير والمستشار.. المواجهة مع الحوثي تُظهر خلافات في معسكر الشرعية
من جديد، ظهر خلافٌ داخل "الشرعية" حول الطريقة الأنسب للتعامل مع مليشيا الحوثي الانقلابية، وحدث ذلك بين وزير الخارجية خالد اليماني من جهة، وعبد الملك المخلافي مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي.
البداية كانت مع تصريحات لافتة للوزير اليماني، شدّد فيها على ضرورة استنفاذ كل فرص السلام المتوفرة لحل الأزمة لأن الضغط العسكري لم يؤد إلى حل بعد تجربة أربع سنوات من الحرب.
وقال في حديث لوكالة "سبوتنيك"، رداَ على سؤالٍ كيف ستتعامل الحكومة اليمنية في حال عدم تنفيذ الحوثيين اتفاق ستوكهولم: "نحن نتعامل مع مليشيات لا تحترم المجتمع الدولي ولا تحترم التزاماتها بالقانون الوطني، فبالتالي كل ما يجب أن نعمل معها هو أن نستمر في الضغط وأن نستمر في إرسال الرسائل الهامة لكل مكونات المجتمع اليمني، أننا ينبغي أن نتوحد لهزيمة المشروع الحوثي".
ورداً على سؤال إن كان يقصد بكلامه الضغط العسكري، أجاب الوزير: "أنا كممثل الدبلوماسية لا أتحدث عن الضغط العسكري، ولا أعتقد أنّ هناك حقيقة أهمية للضغط العسكري، لأننا جربنا الحرب خلال أربع سنوات والمهم الآن أن نجرب كل فرص السلام".
الجانب الآخر من الرؤية الحكومية صدر عن المخلافي (مستشار هادي)، حيث قال عبر حسابه على "تويتر": "الحروب تحركها أوهام طرف إقصائي يظن مقدرته على إقصاء الآخرين والانتصار عليهم، وتراق دماء كثيرة قبل أن ينكشف الوهم في النهاية.. السلام أيضاً قد يكون وهما وله نفس نتائج وهم الحرب إذا لم تكن الاغلبية الحريصة على السلام مدركة لمخاطر الترويج لسلام زائف".
تصريحات المخلافي التي بدت كردٍ عما قاله اليماني جاء فيها: "من يعرف جماعة الحوثي يدرك أنها لن تفرط بما تعتقد أنها أوراق بيدها أكانت أرض كالحديدة مثلاً أو حتى معتقلين، وستبقى محتفظة بكل ذلك الى اللحظات الأخيرة قبل هزيمتها لتحصل مقابل ذلك على وضع أفضل في التفاوض فلا يجب الركون على تنفيذ أي اتفاقات مجزأة معها، إنه التفكير الأمامي اللعين".
وفي ردٍ أكثر توضيحاً، قال مستشار هادي: "لا يوجد مع الأسف في الطرف الحوثي يد مقابلة تقابل اليد الممدودة للسلام من جانب الشرعية.. ولا يوجد عقلاء يستفيدون من دعوة رئيس الجمهورية للسلام في خطاب سيئون ولهذا ستضيع الفرصة وستستمر الحرب مع جماعة لا تفهم إلا لغة الحرب والدمار ولا تفهم لغة السلام والأخوة والحفاظ على الوطن".
وأضاف: "لا يوجد عاقل يريد الحرب، لكن المأساة أن من يقرر الحرب ويتحكم بمسارها هم المعاتيه، أصحاب مشروعات وأوهام السيطرة والإقصاء ونزعات التحكم بالبشر بدعاوى زائفة دينية أو عنصرية أو أيديولوجية.. وهم من يحرم الناس الحياة والسلام ويتسببون بالدمار وهو ما تعمله جماعة الحوثي في بلادنا".
واختتم: "الشعوب ترفض الحروب وتعاني من آثارها المدمرة في كل المجالات وتنشد السلام والحياة، لكنها لا تستسلم لمن يعتقد أنه بالقوة يمكن أن يسيطر عليها و يفرض عليها الاستسلام.. هذا هو قانون الحياة الذي لم يفهمه كل من أعتقد انه بالقوة والدمار والرعب والخوف سيفرض إرادته على أي شعب".
وفي خضم هذا التباين في رؤى "الشرعية"، فإنّ الحكومة لا تزال ترى إلى الآن أنّ الحل الأمثل يتمثل في الضغط على المليشيات وإجبارها على الالتزام بما تمّ الاتفاق عليه بالسويد في ديسمبر الماضي، وقد صرح رئيس الحكومة معين عبدالملك، أمس، بأنّ المجتمع الدولي عليه استخدام لهجة تكون أكثر وضوحاً وحزماً فيما يتعلق بعدم تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده الخميس مع السفير الأمريكي في اليمن ماثيو تولر، أنّ الوضع الإنساني في اليمن الآن متفاقم بسبب تعنت مليشيا الحوثي، وأكد أنّ الحكومة قدّمت جميع التنازلات من أجل تنفيذ الاتفاق، وآخرها الموافقة على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار بالحديدة.
وأنهى اتفاق ستوكهولم شهره الرابع دون تحقيق أي نتائج إيجابية جرّاء رفض مليشيا الحوثي الانسحاب من موانئ الحديدة واستمرار خرق قرار وقف إطلاق النار.