حرق لوحات وتصفية حياة.. مثقفون في جحيم الطائفية الحوثية

السبت 20 إبريل 2019 16:01:00
testus -US

يمثّل "العدوان على الثقافة" أحد الآليات التي اتبعتها مليشيا الحوثي الانقلابية منذ حربها العبثية في صيف 2014، ضمن محاولاتها تغيير الهوية مقابل غزو إيراني طائفي.

وعلى مدار السنوات الماضية، تعرَّضت الحياة الفنية والثقافية والأدبية لانتكاسة كبيرة، وواجه عددٌ من الفنانين والمثقفين والمفكرين والأدباء عمليات اعتداء وتشريد ومنع واستهداف وتصفية.

صحيفة "الشرق الأوسط" نقلت عن فنانين وأدباء ومفكرين ومبدعين، أعربوا عن أسفهم الشديد جرّاء تردي أوضاع المشهد الثقافي اليمني، وقالوا إنّ المليشيات الموالية لطهران عمدت من خلال أساليبها الإرهابية إلى تجريف التراث الفني والثقافي اليمني، وسعت في الفترة الأخيرة للقضاء على تنوعه وتعدده، وفرضت في المقابل نمطاً ثقافياً أحادياً معادياً.

المليشيات الحوثية سعت كذلك - بحسب الصحيفة - إلى تغيير واقع المشهد الفني والثقافي في اليمن، وعملت على محو تفاصيله بالكامل، متخذة وسائل الترهيب والإقصاء والقتل والاعتقال والتشريد سبيلاً لتحقيق ذلك، ولم تسمح لأي فكر مخالف لها بإعلاء صوته.

في هذا السياق، تنقل الصحيفة عن مسؤولٍ بوزارة الثقافة في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، قوله إنّ المليشيات الموالية لإيران لم تكفّ عن تدمير المشهد الثقافي، واستخدمت طرقاً وأساليب متنوعة للوصول إلى غايتها في فرض لون ثقافي واحد يرفضه معظم المثقفين والفنانين والأدباء.

وتستهدف المليشيات الأدباء والكتّاب والفنانين والمبدعين إمَّا بالتصفية الجسدية أو الإيقاع بهم في براثن السجون أو منعهم من مواصلة أعمالهم وتشريدهم من مدنهم ومنازلهم.

وقُتل عدد من الفنانين اليمنيين على يد الحوثيين، كما يُمنع كثيرون من تنظيم معارض فنية وقوبلت محاولاتهم بإحراق لوحاتهم.

وكانت المليشيات الحوثية قد أصدرت تعميماً على جميع المدارس والمؤسسات في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، العام الماضي، تضمّن منع الغناء والفرق الموسيقية والاستعراضية أثناء الاحتفالات المدرسية وغيرها، وشددت على ضرورة أخذ إذن مسبق منها بإقامة الاحتفالات الغنائية.

وشملت الوثيقة، التي عمَّمتها المليشيات حينها، شروطاً عدة، منها منع إقامة الحفلات المدرسية، ومن بينها احتفال التخرج، ويتم فصل البنين عن البنات، وعمل حفل تخرج لهم؛ كل على حدة، وأن برنامج الحفل يجب أن يكون بعيداً عن الفرق الموسيقية الغنائية والاستعراضية الراقصة، وملء الفقرات بمواهب دينية، ولبس الزي الشعبي، وتجنب الفقرات التي تحمل في طياتها الثقافة الغربية.