محسن الأحمر وأصيلة الدودحي.. بين خيانة الجنرال وبطولة الفتاة في جبهات الحوثي
"رفعت سلاحها، لم تهاب الموت، تصدّت للإرهاب ببسالة، اصطادت عناصره الضالة، واجهت عدوانهم، ثم نالت الشهادة".. أي بطولة تلك التي سطّرتها أصيلة الدودحي، وهي تواجه مليشيا الحوثي الانقلابية.
"ابنة الـ16 عامًا" التي تستحق أن تُخلد بطولتها في دفاتر التاريخ التي لا تُمحَى، شكّلت أيقونة نضال، إذ بادرت بمواجهة عناصر مليشيا الحوثي في قرية ظفار بمحافظة الضالع، بل قتلت وهي تواجه الانقلابيين ببسالة، بعد نجاحها في قتل ثمانية منهم.
وشيّعت محافظة الضالع، الأربعاء، جثمان الفتاة "أصيلة"، إلى مثواها الأخير بمقبرة المنطقة في قرية ظفار العود، عبر موكب جنائزي مهيب وجموع غفيرة، بعد استشهادها، وهي تقاتل إلى جانب عمها حسن الدودحي، الذي استشهد خلال المواجهة نفسها بعد موقف بطولي فريد في مواجهة الحوثيين.
وشارك في تشييع أبطال المواجهة، حشودٌ من أبناء محافظتي الضالع وإب، وتطرقت الجموع المشاركة لما قامت به أصيلة وعمها في قرية ظفار، بمنطقة العود، أثناء تصديهما للمليشيات الحوثية التي طوقت منزلهم، وحاولت اقتحامه دون مراعاة قوانين الحروب والأعراف القبلية.
واقتحم الحوثيون، الأحد الماضي، المنزل الذي تقطنه أصيلة في كنف عمها مثنى الدودحي، حينها قام أحدهم بتوجيه طلقة نارية قاتلة خرجت من سلاحه، لتسكن جسد عمها، لتفيض روحه إلى بارئها.
هرعت أصيلة إلى أخذ سلاح عمها الموجود في المنزل، لتفتح النار على العصابة المقتحمة دون تردد أو خوف منها، لتسقط عدداً منهم بين قتيل وجريح، وفي نهاية المطاف تمكّن أحدهم من قتل الفتاة الشجاعة.
البطولة التي أقدمت عليها "أصيلة" أمام الحوثيين قورنت بسلسلة الخيانة التي ترتكبها أطراف في الحكومة، وأحدثها ما جرى بالأمس في محافظة إب، حيث سيطرت مليشيا الحوثي فجر الخميس، على جبل العود الاستراتيجي في مديرية الشعر بمحافظة إب, وذلك بعد انسحاب المسلحين القبليين جراء نفاد ذخائرهم وخذلان الشرعية لهم.
وقال مصدر قيادي في مقاومة العود لـ"المشهد العربي" أن أبناء القبائل انسحبوا بعد نفاد ذخائرهم, ورفض قيادات الشرعية التجاوب معهم لمدهم بالسلاح، موضحاً أنّ مليشيا الحوثي ظلت تقصف مناطقهم بالدبابات والمدفعية طوال شهر ونصف الشهر, فيما لم يكن لدى المقاتلين القبليين السلاح المناسب للرد عليهم, وكل ما تلقوه هو الوعود بإرسال أسلحة لطهم, وظلوا يقاتلون على أمل ان تصل المساعدة العسكرية حتى نفدت دخائرهم.
خذلان أطرافٍ في الشرعية دائماً ما تكبّد المدنيين أثماناً فادحة، كما أنّها تُظهر الوجه الحقيقي لبعض أطراف الحكومة، وفي المقدمة من ذلك نائب الرئيس علي محسن الأحمر الذي يملك سجلاً هائلاً في مسلسل الخيانات.
في نهاية مارس الماضي، كشفت كشفت مصادر لـ"المشهد العربي" أنّ مليشيا حزب الإصلاح سلّمت مواقع إلى مليشيا الحوثي الانقلابية.
المصادر "الموثوقة" كشفت أنّ حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية)، بأوامر من محسن الأحمر، سلّمت عدد من المواقع للمليشيات الحوثية في جبهة دمت.
الخيانة الإخوانية التي قادها الأحمر، تضمّنت بحسب المصادر، تسليم أهم مرتفعات استراتيجية في المنطقة للحوثيين، وتحديداً جبال مضرح وناصة والذاري التي تطل على محافظتي إب والضالع، وكذلك جبال العود ومريس.