إلى وزير الخارجية خالد اليماني.. لماذا لا تفهم الدرس ؟
رأي المشهد العربي
"لا أعتقد أن هناك قيمة للضغط العسكري".. خرجت قوية مدوية تلك القذيفة السياسية من وزير الخارجية خالد اليماني ليفجر قنبلة من الجدل، ويثير بها عاصفة من التساؤلات.. هل رفَعت الشارة البيضاء.
أيام الحرب الحوثية وأشهر تيهها وسنوات جحيمها قادت وزير الخارجية إلى استنتاج مفاده أن المواجهات العسكرية لم تحسم الأمر، ووصل إلى قناعة راسخة خلاصتها أن العمل معلقٌ على مواصلة الضغط السياسي.
اليماني قال في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية رداً على سؤالٍ حول كيفية تعامل الحكومة في حال عدم تنفيذ الحوثيين اتفاق ستوكهولم: "نحن نتعامل مع مليشيات لا تحترم المجتمع الدولي ولا تحترم التزاماتها بالقانون الوطني، فبالتالي كل ما يجب أن نعمل معها هو أن نستمر في الضغط وأن نستمر في إرسال الرسائل الهامة لكل مكونات المجتمع اليمني، أننا ينبغي أن نتوحد لهزيمة المشروع الحوثي".
وأوضح الوزير ما إذا كان يقصد بكلامه الضغط العسكري، قائلاً: "أنا كممثل الدبلوماسية لا أتحدث عن الضغط العسكري، ولا أعتقد أنّ هناك حقيقة أهمية للضغط العسكري، لأننا جربنا الحرب خلال أربع سنوات والمهم الآن أن نجرب كل فرص السلام".
كان اليماني حاضراً على طاولة ديسمبر الشهيرة، هناك في السويد، أين تم توقيع اتفاق ستوكهولم الذي كان ينتظر أن يمثل خطوة أولى على طريق الحل السياسي، لكن ما حدث لم يكن مأمولاً، فمليشيا الحوثي الانقلابية أجهضت هذا الاتفاق وأفرغته من محتواه وعمدت إلى استغلال طوال الفترة الماضية خلال توقف العمليات العسكرية على إعادة ترتيب الصفوف واستجماع القوى بعدما كانت على شفا خسارة مدوية في الحديدة.
أثبتت المليشيات الحوثية، خلال الخروقات المتواصلة، أنه لا توجد لديها نية، على الأقل حتى الآن، نحو عملية السلام.
الجانب الآخر من المعادلة ينصب في تعاطي الحكومة مع ذلك، فبحكم الواقع والمنطق لم تتحرك المليشيات يوماً صوب السلام، وبالتالي كيف لقائد الدبلوماسية باعتباره وزيرا للخارجية ألا يرى كل ذلك، ويدعو نحو مزيد من الضغط.
ولا يبدو الوزير مقتنعاً بكم الضغوط الموجهة للحوثيين ومن ورائها إيران منذ توقيع اتفاق السويد لإجبارها على اقتياد طائرة السلام، وقد كانت هذه الضغوط سياسية وإعلامية، إلا أن المليشيات الحوثية لم تعبأ بذلك، واستمرت في حربها الحوثية.
"ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" هذا منطق يحظى بقبول واسع ربما يكون الوزير اليماني مطالباً بأن يضيفه إلى حقيبة أفكاره، فالحوثيون عبارة عن مليشيات مارقة استولت على السلطة بقوة السلاح، وسيطرت على مناطق عدة بآلة القتل والترويع، وبالتالي لا يمكن إنهاء كل هذا العبث إلا بحسم عسكري.
كما أن التحالف العربي عليه العمل على ضرورة توحيد الرؤى، فمن غير المفيد أن يتفكك معسكر الشرعية على أساس أفكار متناقضة لأن ذلك يخدم المليشيات الحوثية، هذا إن كانت الحكومة في الأصل تعمل على هزيمة الانقلابيين.