ما الذي يخبئه إخوان الشرعية في علاقتهم بالانقلاب الحوثي؟

الاثنين 22 إبريل 2019 19:00:17
testus -US

رأي المشهد العربي 

حملت الأيام الماضية تغيرا في نبرة العديد من قيادات الشرعية باتجاه مليشيا الحوثي الانقلابية، وهو ما يشي بأن هناك علاقة خفية لم تظهر للعلن بعد بين أطراف نافذة في الشرعية والعناصر الانقلابية تسببت في الانهيارات المتتالية في محافظات الشمال وتسهيل وصول الحوثي إلى أطراف محافظات الجنوب.

أول وأهم هذه التصريحات جاءت على لسان خالد اليماني ممثل الدبلوماسية الأول والذي من المفترض أنه ممثلا دوليا عن الشرعية ومتحدث باسمها أمام المحافل الدولية، إذ أكد جهارا نهاراً بأنه "لا قيمة للضغط العسكري على مليشيا الحوثي"، فيما لحقه وزير الدفاع المقدشي بتأكيده على أن 70% من عناصر قوات الجيش موجودة في بيوتها وفي الشوارع، معطيا الإشارة الخضراء للعناصر الانقلابية من أجل أن تفتك بتلك القوات التي ترفض المواجهة العسكرية والمباشرة مع الحوثيين في المحافظات الشمالية التي خسرت جزء كبير منها. 

هذان التصريحان يشيران إلى أن العلاقة بين الانقلاب والشرعية أو بعض الأطراف النافذة داخل الشرعية ليست علاقة عداء ولا تؤشر على أن هناك حربا قائمة ما بين حكومة تمثل شرعية لدولة أمام قوى انقلابية تعمل إزاحتها من السلطة وقتالها، وإن كان حديث وزير الخارجية صادما لأنه يشكل صوت الشرعية الرسمي فإن تصريح وزير الدفاع أكثر خطورة.

وأكد وزير الدفاع اللواء محمد علي المقدشي، أمس السبت، أن 70 % من قوات الجيش خارج الجبهات ويتواجدون في الشوارع والبيوت، معتبراً ذلك جريمة يحاسب عليها القانون، لافتا إلى أن الجبهات يقاتل بها 30% فقط من إجمالي عناصر الجيش.

تصريح المقدشي يبرهن على أن الشرعية ليست في حالة حرب من الأساس، وأنها تعمل على إضعاف قوات الجيش لصالح طرف مستفيد من هذا الضعف، ويؤكد أن بعض أطراف الشرعية الموجودة حاليا تعمل لصالح العناصر الانقلابية ضد التحالف العربي، الذي يسعى لدعم واستعادة الشرعية باليمن.

ولعل ما يؤكد على متانة هذه العلاقة الخفية أن التصريحان، جاءا على لسان مسؤول الدبلوماسية الأول في الشرعية، وكذلك المسؤول العسكري الأول عنها، ما يبرهن على أن الخيانة تسير في الاتجاهين الدبلوماسي والعسكري، وبالتالي فإن التراجع يحدث في تلك الإثناء على المستويات الدبلوماسية من حيث فشل الحكومة في التعامل مع العناصر الانقلابية عبر مفاوضات السلام، وكذلك من خلال الجبهات العسكرية التي خسرتها قوات الجيش.

التسلسل الزمني للأحداث خلال الشهرين الماضيين يفسر ما جاء على لسان المقدشي واليماني، إذ أن عناصر قوات الجيش رفضت الاشتباك مع مليشيا الحوثي في معركة حجور وبعدها إب ثم البيضاء وأخيرا مناطق شمال الضالع، وكذلك فإن التهرب الحوثي المتتالي من تطبيق اتفاق ستوكهولم لم يقابله تحركا دبلوماسيا دوليا من الممكن أن يدفع بزيادة الضغوط عليها، وتركتها تتلاعب بالوفد الحكومي كما تشاء من دون أن تنطق.

والواقع أن الأشهر الماضية شهدت جولات مريرة من الصدمات والخذلان الكبير، وصار تجمد وتوقف الجبهات مع الحوثيين عنواناً لحياد بعض أطراف الشرعية التي اكتفت بالفرجة ومتابعة الحوثيين يكتسحون وينكلون بالقرى والمواطنين بتوحش وانفراد.

بالتأكيد أن العلاقة الخفية  بين الشرعية والانقلاب ثالثهما الشيطان الإخواني، الذي ينخر جسد الشرعية من دون أن يحرك الرئيس هادي ساكنا لمواجهته بل أنه انغمس هو الآخر في هذا التحالف الشيطاني وأضحى جزءا منه، والنتيجة أن العلاقة ما بين الإصلاح والحوثيين تفشت داخل الشرعية ووصلت إلى الدرجة التي يتعاون فيها قياداتها مع عناصر الانقلاب من أجل مواجهة محافظات الجنوب.

المطلوب في تلك الأثناء أن يكون هناك مراجعة لكافة قيادات الشرعية التي يثبت خيانتها مع الانقلاب الحوثي، ولكن وفقا للظروف والأوضاع الراهنة فإنه لا يوجد رغبة من قبل الرئيس هادي لمواجهة الأمر، وبالتالي فإن البديل مزيد من الخسائر على جميع المستويات.