الإصلاح يخطط لارتكاب فاجعة جديدة في تعز
رأي المشهد العربي
خلال الشهر الماضي ارتكبت مليشيا الإصلاح التي تنشط في تعز باسم "الحشد الشعبي"، انتهاكات وجرائم عديدة بحق المدنيين بالمدنية القديمة، غير أن سيطرة الإخوان على المحافظة منعت من معاقبة المسؤولين على تلك الجرائم، وهو ما يسمح بتكرارها من جديد خلال الأيام المقبلة.
بحسب تقارير حقوقية عدة، فإن ميليشيا الحشد الشعبي قتلت خلال الشهر الماضي 12 شخصا وأصابت 40 من المدنيين في المدينة القديمة، بينما اقتحمت 20 منزلاً، وألحقت أضرارا بين كلية وجزئية بحق 140 منزلاً، وهي أرقام تكشف عن هول الإجرام الذي ارتكبته هذه الميليشيا في ظل صمت رسمي أتاح لها التمادي في ارتكاب هذه الجرائم.
تجاهل الشرعية لهذه الجرائم، وسط تدشين حملة إعلامية ممنهجة بالإعلام الإخواني التابع للإصلاح تستهدف كتائب العقيد أبي العباس، يدفع باتجاه تكرار الجرائم التي جرت خلال الشهر الماضي، تحديدا وأن قيادات الإخوان التابعة للشرعية تحاول في الوقت الحالي أن تقضي على أي معالم للقوة في تعز حتى تتمكن من السيطرة على المحافظة التي تحاصرها مليشيا الحوثي.
ولعل ما يثبت أن مليشيا الإصلاح في طريقها لارتكاب فاجعة كبيرة في تعز، هو إعلانها إعداد خطة أمنية بحجة القبض على "مطلوبين أمنيا وخارجين على القانون"، وهي المدخل الذي تأخذه مبررا لارتكاب جرائمها بحق المدنيين، إذ أن المليشيا تصنف نفسها باعتبارها الدولة والقانون وكل من يخالفها فهو خارج عن القانون يجب استهدافه.
بل أن العديد من المتابعين يرون أن حالات الخيانة المتكررة التي أقدمت عليها قوات تابعة للشرعية ومحسوبة على الإصلاح قد تتكرر في تعز، وأن علي محسن الأحمر قد يدفع باتجاه تسليم المحافظة هي الأخرى للانقلاب الحوثي، كما جرى في حجور والبيضاء وبعض مناطق إب.
من يقف وراء الإعداد لاقتحام المدينة القديمة يسعى لتنفيذ أهداف خاصة بجماعة الإخوان المسلمين الممولة من قطر، في وقت تدعم فيه قطر مليشيا الحوثي بالمال والسلاح، وهو ما يبرهن على وجود علاقة خفية ما بين مليشيا الإصلاح وعناصر الانقلاب، واللذان يستهدفان بشكل مباشر كتائب العقيد أبي العباس.
وبالتالي فإن قيادات الإصلاح المسيطرة على تعز تسعى لتوفير غطاء شرعي للاقتحام وتبرير جرائمها بقرار من اللجنة الأمنية، خاصة بعد سيطرة حزب الإصلاح على القرار في المؤسسة العسكرية والأمنية في تعز، والتي تعمل معظم القيادات فيها تحت إمرة القائد العسكري لجماعة الإخوان المسلمين والمعروف بــ”سالم”.
القيادات الأمنية في تعز وفي مقدمتهم مدير أمن تعز منصور الأكحلي، يتلقى تعليماته من داخل مقر حزب الإصلاح، ما يؤكد على أن قيادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة باتت فاقدة للحياة، وتعمل مباشرة بتعليمات من تنظيم الإخوان وحلفائها قطر وتركيا.
ما يبرهن على أن الجريمة المرتقبة تستهدف الخصوم فقط، وأنها ليست حملة أمنية، أن مليشيا الإصلاح لم تعلن عن أسماء المطلوبين التي تبحث عنهم وتستهدفهم من خلال حملتها، ولم تقدم أي كشوف تشمل على هؤلاء، وبالتالي فإن الهدف الأساسي هو خدمة مليشيا الحشد الشعبي التي تسعى للسيطرة، في ظل وجود تقارير عدة تبرهن على أنها أحد أذرع طهران للتشابه فيما بين اسمها وبين المليشيات التي أسسها الحرس الثوري الإيراني في العراق.
وأنشأ الإصلاح، مؤخراً، ميليشيا مسلحة خاصة به، وأطلق عليها اسم "الحشد الشعبي”، واستخدمها لاستهداف المدينة القديمة بتعز، بغرض القضاء على كتائب العقيد أبي العباس، المنضوية في إطار اللواء 35 مدرع.
وبدا من الواضح أن هناك مؤشرات على إقدام المليشيا الإخوانية بارتكاب جرائم خلال الأيام المقبلة، إذ قامت، الأحد، باعتقال ثلاث نساء في محافظة تعز حي الجمهوري بعد مداهمة احد المنازل وأخذهن بالقوة على متن طقم عسكري بشكل مهين، وذلك بالتوازي مع ارتكابها حملة مداهمات استهدفت نهب ممتلكات المواطنين وهواتفهم المحمولة لمنع فضح جرائمها.
فيما قصفت مليشيات الحشد الإخواني، باليوم ذاته ، مناطق الجهة الشرقية بقذائف دبابات من جبل جره وتبة فندق الإخوة، بالتزامن مع قصف بالهاونات من قبل مليشيا الحوثي لذات المناطق.
كما اعتلى قناصة الحشد الإصلاحي مقر حزب الإصلاح وجبل الضربة والجبل المطل على البحث الجنائي والبنايات المرتفعة في المدينة، وسمعت القناصات تستهدف المدينة القديمة بشكل مكثف، بالتزامن مع هجوم عنيف لقوات الحشد على أحياء المدينة.
وقبل أيام أكدت كتائب العقيد أبي العباس التابعة للواء 35 مدرع، أن مليشيات الحشد الشعبي الموالية لحزب الإصلاح (إخوان اليمن) عادت لارتكاب الجرائم بحق أبناء المدينة القديمة بتعز تحت يافطة الحملة الأمنية.