الحيلة الماكرة.. ما علاقة وفاة الماوري بمقابلة عبد الملك الحوثي التلفزيونية؟
لا تزال المقابلة التلفزيونية المثيرة للجدل التي أجراها قائد المليشيات الانقلابية عبد الملك الحوثي تلقي بظلالها بما يُكشف بشأنها من معلومات.
مصادر مطلعة قالت إنّ الظهور التلفزيوني المفاجئ لـ"الحوثي" كان بإكراه من الإيرانيين وعناصر حزب الله بهدف ترميم ودعم صفوف الجماعة لرفع معنويات عناصرها، بعد ثلاثة أيام من الوفاة الغامضة لعبد الحكيم الماوري وزير داخلية حكومة الانقلابيين غير المعترف بها.
مصادر التي تحدّثت لصحيفة الوطن السعودية، قالت إنّ عبدالملك الحوثي حاول ترميم ودعم صفوف جماعته ورفع الروح المعنوية التي شهدت انهيارات كبيرة مؤخراً.
عبدالملك جاء مُكرَهاً على الظهور بحسب المصادر التي كشفت النقاب عن توجيهات إيرانية ومن ميليشيا حزب الله بعد أيام من وفاة الماوري، مبينةً أنّ إعلان الوفاة المفاجئة أحدثت زوبعة كبيرة في صفوف الانقلابيين وشق صفوفهم، باعتبار أن التوجيهات التي كانت تصدر خلال الفترة الماضية تحمل اسم وزير الداخلية، إلى جانب توجيهات وجولات الوزير التي يعلن عنها دون صور.
وأكَّد المصادر أنَّ الفاجعة التي ضربت الحوثيين هي إعلان وفاته في الخارج بينما كان الجميع يعتقد أنه يتواجد في الداخل، مشيرةً إلى أنه كان من المخطط إخفاء خبر الوفاة، لكن مصرعه في الخارج سبب لهم أزمة خوفاً من استباق وكالات الأنباء الخبر والخروج في موقف محرج.
خبر الوفاة جعلت القيادات الحوثية وعناصرهم في قلق شديد، لا سيّما أنّ هذا الأمر فضح كذب قادة المليشيات وتضليل لأتباعها، وأن مصير القيادات المختفية منذ أشهر هو الموت لا محالة.
المصادر عادت لتؤكّد أنَّ نجاح التحالف العربي في اصطياد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي صالح الصماد، والماوري، وعدد كبير من القيادات الحوثية (لم يعلن عن مصيرهم)، دفع إيران وحزب الله إلى إجبار عبدالملك على الخروج لرفع المعنويات ودعم الصفوف المنهارة.
الحوثيون، وبتوجيهات الإيرانيين وحزب الله، تعمدوا خلال الفترات السابقة دعم صفوف جبهاتهم المنهارة وأنصارهم من خلال تعمد تمرير معلومات خاطئة عن مقتل شخصية قيادية كبيرة في صفوف الحوثيين ومن ثم ظهور تلك الشخصية على وسائل إعلامهم من أجل دعم صفوفهم وإشعارهم بأنّ الإعلام الآخر غير دقيق في معلوماته، ومارسوا ذلك كثيراً مع محمد الحوثي وأبو علي الحاكم وغيرهم من القيادات.
إلا أنهم في هذه المرة، أصبحوا أمام مأزق كبير بخدع مكشوفة وهو مقتل وزير داخليتهم، ولذا حاول عبدالملك اللعب بآخر أوراقه بخروجه لدعم أنصاره بعد أن أصبحت ورقة محمد الحوثي والحاكم مكشوفة.