تغريدة اليدومي المبهمة.. الغيرة من نجاحات الجنوب تحرق صدور الإصلاح
"من الصعوبة بمكان على اليد المرتعشة أن تسهم في صناعة الحياة أو أن تخط سطراً في صفحات التاريخ".. كلمات مبهمة عبّر بها رئيس حزب الإصلاح محمد عبدالله اليدومي عن حجم الرعب الذي أحرق صدره جرّاء النجاحات متعددة الأوجه في الجنوب.
لم يُبح اليدومي بمزيدٍ من الكلمات، لكنّها كافية على ما يبدو لتُقرأ في إطار "حرب نفسية"، يسعى من خلالها حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية) للنيل من النجاحات الجنوبية.
ويمكن تصنيف هذه النجاحات الجنوبية إلى عدة فئات، أولها على الصعيد العسكري حيث تُسطِّر ألوية العمالقة والحزام الأمني والمقاومة الجنوبية نجاحات متوالية ضد الإرهاب، كما أنّ كانت قد تمكّنت من صد العدوان الحوثي بُعيّد الانقلاب الدموي سريعاً.
هذه الجهود الجنوبية المتعاظمة جاءت في وقتٍ وضع فيه حزب الإصلاح يده في يد المليشيات الحوثية، ليشكّلا تحالفاً شيطانياً تنوعت جرائمه بين القتل والترويع والتعذيب وصولاً إلى الاتجار في المخدرات، ما أثبت أنّ إدعاءات الإخوان بمعاداة الانقلابيين ما هي إلا سياسة دأبت الجماعة الإرهابية على إتباعها، وهي تقوم على الرقص على كل الحبال.
وينظر "الإصلاح" إلى المليشيات الحوثية بأنّ جماعة صادرت السلطة، وهذا لم يمنع أن تقوم بينهما سلسلة مطولة من المصالح المشتركة، قامت في جانبٍ رئيسٍ منها تسليم قادة الإصلاح النافذين في الحكومة الشرعية مواقع استراتيجية للمليشيات الحوثي، وآخرها ما جرى في محافظة البيضاء قبل أيام.
وقد تسبّب النجاح الكبير لـ"الجنوب" في دحر الإرهاب في إصابة الإخوان بـ"الغيرة"، تظهر ملامحها جيدةً في تصريحات تماماً كما أقدم على فعله اليدومي، فالرجل الأول في حزب الإصلاح يحاول شن حرب نفسية تلوّح إلى التقليل من نجاحات الجنوب في محاولة لزعزعته نفسياً، إلا أنّ التجارب السابقة تشير إلى أنّ مثل هذه المخططات دائماً ما تنفجر في وجه أصحابها.
الغيرة "الإخوانية" من الجنوب يمكن إرجاع جانب منها كذلك إلى الشق السياسي، فالفترة الأخيرة شهدت طفرة هائلة في هذا السياق، ظهرت جليةً في زيارتي رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي قبل أسابيع إلى روسيا وبريطانيا، وقد شهدتا حضوراً غير مسبوق على طاولة المجتمع الدولي، يجعل منه رقماً مهماً وعنصراً أساسياً في المعادلة السياسية خلال الفترة المقبلة.
تناغُم النجاحات الجنوبية سياسياً وعسكرياً تقود حزب الإصلاح إلى الهجوم بكل ما يملك على الجنوب حتى إن كان ذلك عبر توجيه تلميحات تنطلي على التشكيك في المجلس ولو بشكل غير مباشر.