عامل الأجرة في منصب المشير.. مليشيا الحوثي أضحوكة العالم

الاثنين 29 إبريل 2019 01:51:43
testus -US
تحولت مليشيا الحوثي خلال الساعات الماضية إلى أضحوكة عالمية، بعد أن قررت تعيين شخصية كان عملها الأصلي حارس أجرة باليومية برتبة مشير في قواتها التي انقلبت على السلطة الشرعية في العام 2014، الأمر الذي يبرهن على أن العناصر الانقلابية أضحت تغرد منفردة خارج الزمان، ليتيقن العالم أن اليمن أمام مليشيات عفا عليه الزمن ولكنها لا تتوقف عن ارتكاب الجرائم.
قُلد مهدي المشاط، رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي للعناصر الانقلابية، يوم الأحد، برتبة مشير في واقعة هي الأولى من نوعها في التاريخ العسكري اليمني، ولم يحدث قط أن تقلد شخصية لم تتأهل ضمن أي مؤسسة عسكرية منصب كهذا، وهو ما يؤكد على العبث الذي تقدم على ارتكابه العناصر الانقلابية كل يوم.
ونشر نشطاء محليون يمنيون صورا قديمة لمهدي المشاط تظهر مهنته القديمة، ويظهر المشاط في عدد من الصور إلى جانب أحد الشخصيات، وكان حارسا بالأجرة اليومية.
وأثارت الواقعة سخرية العديد من المواطنين اليمنيين والعرب الذين لم يروا من قبل شخص ليس له علاقة بأي مؤسسة عسكرية من الممكن أن يجري تعيينه في منصب المشير الذي يعد أعلى رتبة عسكرية بجرة قلم واحدة وبقرار انفرادي كالذي جري.
ولكن على الجانب الآخر فإنه لا يمكن الفصل بين هذا الإجراء العبثي وبين الخلافات الدائرة بين المشاط والقيادي الحوثي محمد علي الحوثي، والذي أشارت مصادر أنه رفض حضور مراسم التقليد التي جرت داخل البرلمان غير المعترف به دوليا.
وقالت مصادر مطلعة في صنعاء في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي"، أن مدير مكتب المشاط القيادي أحمد حامد المُكنى " ابو محفوظ "، أبلغ عدداً من أعضاء ما يسمى المجلس السياسي بينهم القيادي محمد علي الحوثي، بحضور تقليد رئيس برلمان الحوثي يحيى الراعي للمشاط رتبة المشير.
وأضافت المصادر أن الحوثي تجاهل الدعوة ورفض الحضور، وذكرت المصادر أن صاحب فكرة تقليد المشاط رتبة مشير هو عبدالسلام هشول، المُعين نائباً لرئيس برلمان الحوثي، وأن المشاط استصاغ الفكرة ورحب بها، خوفاً من نفوذ القيادي الحوثي، محمد علي الحوثي، خصوصاً بعد تعيينه عضوا في ما يسمى المجلس السياسي الأعلى واقترابه من كرسي رئيس المجلس .
المصادر ذاتها أوضحت، أن محمد علي الحوثي، يرفض تقليد المشاط رتبة مشير، واعتبر ذلك غير ضرورياً في ظل وجود ما أسماه قائد الثورة، في إشارة إلى زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي .
وأشارت المصادر إلى أن محمد الحوثي أفاد في اجتماع بالقصر الجمهوري، أنه كان الأولى منح هذه الرتبة لصالح الصماد الرئيس السابق للمجلس السياسي، والذي قُتل بغارة جوية في الحديدة في أبريل 2018م .
وتفيد المصادر أن المشاط يرفض تدخلات محمد علي الحوثي، باعتبار أن ما يسمى اللجنة الثورية التي كان يرأسها ليس لها أي مشروعية في التدخل بالمؤسسات والوزارات، غير أنه بعد تعيين محمد علي الحوثي عضوا في المجلس، أسقطت مبررات المشاط، وأن الأخير يحاول تحصين نفسه أمام نفوذ محمد الحوثي. 
وتعود جذور تلك الخلافات إلى العام الماضي، إذ كشف مصدر مقرب من الميليشيات الحوثية الانقلابية، عن استمرار تفشي ظاهرة الخلافات الكبيرة والمعقدة بين القيادات الحوثية العليا، واصفاً إياها بـ"العاصفة" التي لا يمكن تجاوزها، مضيفاً أن "الخلافات لم تتوقف عند المشرفين وقيادات الصفوف الثانية والثالثة داخل الجماعة المتمردة فحسب، بل وصلت لقيادات الصفوف الأولى، وتطورت لمراحل غير مسبوقة"، مشيراً إلى وجود خلاف كبير بين رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي وصلت إلى ذروتها بعد أن فشلت جميع الوساطات ومحاولات التهدئة بين الجانبين.
أضاف المصدر "أن المشاط منذ بداية توليه رئاسة ما يعرف بالمجلس السياسي، عمل على تكبيل محمد علي الحوثي وتحجيمه والحد من نفوذه، حيث أصدر أوامره إلى كل الجهات وقيادات الجماعة، بعدم استقبال أي أوامر صادرة من محمد الحوثي، والذي كانت له اليد العليا والكلمة النافذة إلى جانب الظهور الإعلامي الدائم".