السعودية والإمارات.. تحالف الخير يداوي جراح اليمنيين من آلام الحرب

الثلاثاء 30 إبريل 2019 23:35:24
testus -US

شهدت الأيام الماضية نشاطا مكثفاً من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى الأنشطة الخيرية والإنسانية التي يقومان بها في العديد من المحافظات، لتداوي جراح اليمنيين جراء الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي منذ انقلابها على السلطة في العام 2014.

الأنشطة السعودية الإماراتية شملت جميع المساعدات، منها ما يتعلق بحاجات المواطنين اليومية والمرتبطة بالماء والغذاء، والبعض الأخر تنموي لخدمة الدولة بشكل عام، والتي يستفيد منها المواطنين أيضاً، كما أن الجزء الثالث يستهدف إعادة البنية التحتية التي دمرتها الحرب ليعيش ملايين المواطنين حياة آدمية تليق بهم.

جهود الإمارات

وفي وقت يعاني فيه أهالي الضالع مشكلات جمة نتيجة المعارك المحتدمة مع عناصر مليشيا الحوثي، سيرت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الثلاثاء، قافلة مساعدات إنسانية تحمل مواد غذائية لسكان منطقة تورصة مديرية الأزارق بمحافظة الضالع.

واستهدف التوزيع المناطق التي شهدت معارك ومواجهات مع مليشيا الحوثي اليومين الماضيين في حدود مديرية ماوية بمحافظة تعز.

وكانت الحملة قد بدأت يوم أمس في منطقة المسيمير بمحافظة لحج وتتواصل اليوم في محافظات الضالع وتعز، حيث يتم استهداف المناطق المتضررة من الصراع الذي تشنه مليشيا الحوثي على المدنيين في مختلف المحافظات.

فيما وصلت توزيعات مؤسسة الشيخ خليفة للأعمال الإنسانية الغذائية والاستهلاكية ضمن مشروع "إفطار صائم" الذي يستهدف جميع المناطق والقرى في محافظة سقطرى، إلى منطقة قبهتن وسط الجزيرة، وقرى مركز شاعب اقصى غرب المحافظة.

وحوت المساعدات طروداً غذائية واستهلاكية أساسية تحتاجها الأسر في حياتهم اليومية، وملابس للأيتام والأرامل حسب الاحتياج.

وعبًر أهالي المناطق والقرى بمركز شاعب في أقصى غربي جزيرة سقطرى، عن شكرهم وتقديرهم لجهود دولة الإمارات و مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية و حرص القائمين عليها بقيادة المندوب العام للمؤسسة، سعادة خلفان المزروعي، على الوصول إلى مناطقهم و تقديم لهم متطلباتهم قبل دخول شهر رمضان المبارك.

ويذكر أن مؤسسة خليفة تواصل منذ أكثر من شهر توزيع مساعداتها واستهدفت معظم قرى سقطرى خصوصاً البعيدة عن العاصمة حديبو، رغم وعورة الطرق وذلك بهدف التخفيف من معاناة الأهالي من مختلف الجوانب خصوصاً الأساسية منها والمرتبطة بحياتهم اليومية.

فيما زار فريق من مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، الأحد، جزيرة سمحة بأرخبيل سقطرى، وذلك لتقديم الخدمات الطبية و المساعدات العينية والوقوف على أهم احتياجات الأهالي من الخدمات الضرورية.

وقام فريق المؤسسة الإماراتية، والذي تكون من أطباء من مستشفى خليفة في سقطرى ومسؤولين إداريين، وبالتنسيق مع مكتب الصحة بمعاينة 47 حالة، بتحصين 89 طفل، ممن تتراوح أعمارهم بين 50 يوماً و 15 عاماً، و65 امرأة حامل و مرضعة، لوقايتهن من مرض الكزاز.

وبدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة أيضا، افتتح سلطان الشامسي ممثل الهلال الأحمر الإماراتي برفقة أحمد سالم ربيع محافظ عدن، أمس الاثنين، مشروع الصرف الصحي(المجاري) الذي تم انشاؤه بتكلفة بلغت 3 مليون ريال سعودي.

ومن المقرر أن يستفيد من المشروع ما يزيد عن 700 ألف نسمة في ثلاث 3 مديريات بعدن ذات الكثافة السكانية، وهي (مديرية المنصورة، مديرية الشيخ عثمان، مديرية دار سعد).

المملكة العربية السعودية
وبالتوازي مع مشروعات دولة الإمارات، استمر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، في جهوده لخدمة المحافظات اليمنية، وفي محافظة المهرة شرع البرنامج في تنفيذ أكثر من (32) مشروعاً خدميا وتنمويا وتطويريا، في مختلف القطاعات ضمن الدعم الذي تقدمه الحكومة السعودية للمهرة .

ودعم البرنامج قطاع المشتقات النفطية (كهرباء - مستشفيات - مياه) في المديريات، وفي قطاع الصحة يجري العمل في تنفيذ مشاريع مركز الغسيل الكلوي، والعناية المركزة والعمليات وترميم مستشفى الغيضة المركزي، والمشروع الاستراتيجي المتمثل في مدينة الملك سلمان الطبية بالغيضة التي تحتوي على مستشفى عام من(300) سرير المرحلة الأولى.
.
واهتم البرنامج السعودي بقطاع المياه كثيرة حيث يجري تنفيذ مشاريع منها حفر (21) بئرا ارتوازيا وتوزيع (15) صهريج ماء (بوز) على المديريات، وتأهيل مشروع مياه الغيضة على مرحلتين.

وفي مجال الزراعة عزز البرنامج السعودي مكتب الزراعة بأربع حراثات مع توابعها، وإنشاء (12 ) بيتا زراعيا محميا لدعم المزارعين المتضررين الإعصار بالإضافة إلى مشروع زراعة القمح.

وفي مجال المطارات و الموانئ تأهيل وتطوير ميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي ومنفذ شحن وفي الثروة السمكية توزيع (100) قارب صيد مع توابعها للصيادين وإنشاء ستة مراكز لخفر السواحل وفي الجانب الأمني تأهيل وترميم ستة مراكز أمنية بالمديريات بالإضافة إلى تأهيل المعهد التقني بمدينة الغيضة.

إشادة أممية

وأمام كل هذه الانجازات، أشادت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، مساهمة المملكة والإمارات بـ200 مليون دولار للأزمة الإنسانية في اليمن، عبر تقديم الدعم لثلاث منظمات تابعة للأمم المتحدة في هذا الشهر.

وأضافت، أنه جرى تقديم 140 مليون دولار أمريكي لبرنامج الأغذية العالمي، و40 مليون دولار أمريكي لليونيسف، و20 مليون دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية.

وثمنت غراندي التمويل الذي تلقاه برنامج الأغذية العالمي الذي أتاح الحفاظ على حياة 3 ملايين شخص، مشيرة إلى أنه سيتم استخدام هذا التمويل المقدم لليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية لمكافحة وباء الكوليرا وتحسين التغذية، وسيكون تأثيره هائلاً جداً.