رمضان الحوثي.. مآسٍ إنسانية في الشهر الفضيل

الخميس 2 مايو 2019 22:12:33
testus -US
منذ اليوم الأول للانقلاب الحوثي الدموي، عملت المليشيات على تكبيد المواطنين أعباءً إنسانية، وتتعمّد مضاعفة هذه الحالة بشكل خاص مع قرب حلول شهر رمضان الكريم.
وكشف برنامج الغذاء العالمي، مؤخراً، عن احتجاز مليشيا الحوثي 189 شاحنة تقل مساعدات أممية منذ نحو شهر لتحصيل إتاوات مالية في حاجز استحدثته المليشيات في محافظة إب، موضحاً أنّ هذه الشحنات هي عبارة عن مساعدات غذائية مقدمة من منظمات إنسانية دولية أخرى، تشمل أطناناً من مادة القمح والدقيق ومساعدات إغاثية أخرى.
مليشيا الحوثي ضاعفت الأزمة الإنسانية مؤخراً من خلال عرقلة إمدادات الغذاء إلى صنعاء والمحافظات المجاورة، فيما قالت صحيفة "البيان" إنّه مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، صعد الحوثيون من هجماتهم باتجاه خطوط إمداد تلك المحافظات بالسلع الأساسية، في مسعى لتعطيل وصول الغذاء ومفاقمة المأساة الإنسانية، تزامناً مع افتعال أزمات حادة في المشتقات النفطية بصنعاء والمدن الأخرى التي لا تزال خاضعة لسيطرة المليشيات المدعومة من إيران.
خبراء اقتصاديون وناشطون في مجال الإغاثة الإنسانية ربطوا بين تصعيد مليشيا الحوثي في محافظة الضالع، ورغبة الانقلابيين في مفاقمة الوضع الإنساني وزيادة معاناة المواطنين لأغراض سياسية، من خلال تعطيل حركة مرور شاحنات نقل الغذاء والوقود القادمة من الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة.
في هذا السياق، كشف تقريرٌ أصدرته اللجنة العليا للإغاثة أنّ المليشيات الانقلابية عمدت إلى منع وصول الشاحنات الإغاثية إلى نهم ومريس، وفرضت حصاراً شديداً على أبناء هذه المديريات، خصوصاً بعد تزايد أعداد النازحين والمتضررين من المعارك التي شنتها المليشيات على أبناء هذه المديريات.
كما عمل الحوثيون على تفخيخ بعض الطرق الفرعية بالألغام وزرعها بالعبوات الناسفة وتفجير جسور حيوية ومضاعفة نقاط التفتيش، ما أدّى إلى مفاقمة معاناة الناس وصعوبة تنقلهم، وإصابة حركة سير شاحنات نقل الغذاء والسلع الأساسية بالشلل.
وكشفت مصادر أنّ مئات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والسلع والأساسية التي كانت في طريقها إلى صنعاء والمحافظات المجاورة لا تزال عالقة منذ مطلع الأسبوع الماضي، ما يكشف عمل الانقلابيين على افتعال مثل هذه الأزمات الجانبية أيضاً الهروب من التزاماتهم بموجب الاتفاقات والتفاهمات المعلنة بغية إطالة أمد الحرب والتكسب من معاناة وآلام المواطنين.
في سياق متصل، اشتكى تجار وبنوك من تعرضهم لضغوط كبيرة من قبل الحوثيين لمنعهم من التعامل مع الآلية الرسمية لخطابات الاعتماد التي يقدمها البنك المركزي لاستيراد السلع الأساسية من حساب الوديعة السعودية المقدرة بملياري دولار.
وشنّ الانقلابيون الحوثيون خلال الفترة الماضية حملة اعتقالات واسعة طالت تجاراً ورجال أعمال وموظفين في القطاع المصرفي على خلفية تغطية الاعتمادات المستندية للاستيراد عبر البنك المركزي بعدن، وقد حذر اقتصاديون ومسؤولون من خطورة هذه الممارسات على عملية استيراد السلع التجارية، وتأمين الغذاء، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى شح المعروض وتقويض الجهود الحكومية لضبط الأسعار، خصوصاً مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل.
يحل شهر رمضان وسط ارتفاع في أسعار السلع الغذائية وانعدام الغاز والمشتقات إلى جانب وسائل الترهيب والقمع الحوثية، وهو الأمر الذي يجعل من شهر رمضان شديد القسوة على القاطنين في مناطق سيطرة المليشيات.
كما تفاقمت أزمة المشتقات والغاز المنزلي لتضيف معاناة أخرى لدى السكان، وتحد من فرحتهم وقدرتهم الشرائية، فيما يسود كذلك ضعفٌ في الإقبال على الشراء من قبل المستهلكين كما هو المعتاد بمثل هذه المواسم بسبب الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية التي تسبَّبت في ارتفاع الأسعار وفقدان الكثير من الناس وظائفهم، الأمر الذي أدّى إلى تأثر الحركة التجارية وتكبد الجميع خسائر كبيرة.
وتشير تقارير إحصائية في هذا الصدد، إلى أنّ أسعار المواد الأساسية شهدت ارتفاعاً بنسبة 2% في شهر مارس الماضي رغم التحسُّن الطفيف للريال مقارنة بالدولار والعملات الأخرى، وقد احتلت صنعاء المرتبة الأولى بارتفاع الأسعار، وجاءت محافظة الحديدة بالمرتبة الثانية.
واعتادت المليشيات منذ انقلابها، بحسب الصحيفة، على اختطاف طقوس وفرحة رمضان من قلوب اليمنيين، وفرضت عليهم طقوساً غريبة ودخيلة، ويبدو أن أجواء رمضان في صنعاء ستكون هذه المرة كسابقاتها غير مألوفة لدى أهلها كما تقول عينة من سكان صنعاء.