انتحار ابنة الـ 11 عاماً.. وردة قطفتها الحرب الحوثية قبل الآوان
أمرٌ كبيرٌ ذلك الذي يدفع طفلة في عمر الزهور إلى الانتحار، سؤالٌ لا يجد أحدٌ صعوبةً في الإجابة عليه، فالمليشيات الحوثية التي عاثت قتلاً وفساداً وإرهاباً فجّرت براميل ليس متفجرة بالبارود الحارق، بل بالاكتئاب الخانق.
طفلة صنعاوية تبلغ من العمر 11 عاماً، انتحرت شنقاً بمنزلها في منطقة بني حوات بمديرية بنى الحارث، وهو ما أرجعه متخصّصون نفسيون إلى تدهور الأوضاع المعيشية والاجتماعية والتربوية والأمنية في مناطق سيطرة الحوثيين، وعلى رأسها صنعاء.
أوضاع متدهورة فرضتها مليشيا الحوثي على المدنيين القاطنين في مناطق سيطرتها، وقد استبقت حلول شهر رمضان الكريم بافتعال أزمات إنسانية مختلفة، في مسلسل سنوي تهدف من خلاله لتجويع المدنيين واستغلال معاناتهم سياسياً.
وتشهد صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة لانقلابيين منذ يومين، اختفاء مفاجئاً لمادتي البنزين والغاز المنزلي، بالإضافة إلى ارتفاع مهول لأسعار السلع الأساسية التي يتسابق الناس عليها قبيل حلول الشهر المبارك.
ومنذ بداية الحرب، كان الوقود والغاز المنزلي التجارة المربحة لقيادات مليشيا الحوثي، من خلال أسواق سوداء تبيع بمبالغ مضاعفة عن تلك المقررة في المناطق المحررة، وتفاقمت معاناة سكان هم في الأصل محرومون من مرتباتهم منذ ثلاث سنوات.
وقال سكان محليون إنّ مادة البنزين اختفت بشكل مفاجئ للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع، ويتم بيع جالون الـ20 لترا بـ14 ألف ريال يمني، ما يعادل 25 دولارا، أي بأكثر من الضعف عن السعر الموجود في عدن 6300 ريال.
وتسبّب انعدام المشتقات في شلل الحياة بصنعاء وارتفاع أسعار السلع الأساسية التي قفزت إلى الضعف جراء ارتفاع أجور النقل بين المحافظات.