يسرا والأمل الذي ضاع.. حكاية فتاة حرمتها المليشيات من إكمال تعليمها
السبت 4 مايو 2019 15:48:30
عندما تستقيظ "يسرا" كل صباح وتذهب إلى جامعتها ووزارة التعليم العالي بحكومة الانقلابيين غير المعترف بها وتعود بخفي حنين، وتسأل نفسها عمّا يجري لها، ستجد الإجابة بين شفتيها دون أن تنطق بها، الذنب هو الحياة في مناطق سيطرة الحوثي.
"يسرا" فتاة صنعاوية، أوقفت دراستها بالجامعة لمدة عامين لظروف قهرية، وعندما أرادت العودة فوجئت بأنّ كل الأبواب موصدة في وجهها، فالجامعة رفضوا طلبوا وبرّروا ذلك بأنّ الأمر يستلزم الحصول على توجيه من الوزارة، فباتت تذهب إلى هذه "الأخيرة" يومياً لعلها تتمكّن من العودة لجامعتها، لكنّ شيئاً لم يحدث.
تتعجّب "يسرا"، من الفداحة والبشاعة التي وصل إليها الحال في اليمن، فالفتاة تقول إنّها لم تطلب الحصول على منحة لكي تلقى كل هذا الذي تلقاه، إلا أنّ الواقع الذي لم تهرب منه أنّها سقطت كغيرها كثيرون وكثيرات ضحايا لعدوان حوثي على كل شيء في اليمن، الحجر قبل البشر.
أكاديميون بصنعاء كشفوا لصحيفة الشرق الأوسط، أنّ كافة الجامعات الخاضعة لسيطرة الحوثيين تعاني من ابتزاز ونهب منظم، إذ تتحكّم المليشيات في عملية التسجيل وإقرار المساقات الدراسية والإشراف على الأنشطة والفعاليات.
هيمنة الميليشيات، على الجامعات أوجدت حالةً من التلاعب، ساهمت في انتشار الوساطات والمحسوبيات وزيادة الضغوط الاجتماعية، ونهب المال العام وابتزاز الجامعات الخاصة بإتاوات دون وجه حق واستغلال العملية التعليمية برمتها لخدمة المليشيات.
الصحيفة نقلت عن "عيبان القدسي"، أحد العاملين بوزارة التعليم العالي في حكومة الانقلابيين، قوله إنّ إيرادات الوزارة تزيد على خمسة مليارات ريال من الجامعات الحكومية والخاصة والتي تزيد على 20 جامعة، في حين تبلغ الإيرادات من جامعة صنعاء وحدها فقط ثلاثة مليارات ريال في السنة ما بين رسوم امتحان قبول، ورسوم تسجيل وقيمة البطاقة، وكذلك رسوم المسجلين في نظام التعليم الموازي التي تدفع بالعملة الصعبة.
يُشار، إلى أنّ جامعة صنعاء تضم وحدها أكثر من 124 تخصصاً، وهي تخصصات متوزعة في 14 كلية في المقر الرئيسي بصنعاء، و10 كليات فرعية، ويصل عدد الطلاب فيها إلى 150 ألف طالب وطالبة.