رمضان في تعز تحت وطأة انتهاكات مليشيا الإصلاح

الأحد 5 مايو 2019 23:44:00
testus -US
تعاني محافظة تعز مع دخول شهر رمضان المبارك، أوضاعاً إنسانية مأساوية تسببت فيها المليشيات التابعة لحزب الإصلاح والتي تواصل اعتداءاتها المتكررة على المواطنين بحجة فرض الأمن، غير أنها تقوم بالنقيض تماما إذ تسعى إلى فرض الفوضى التي تمكنها بالتعاون مع مليشيا الحوثي في السيطرة على المحافظة ضمن صفقة التعاون المتبادل ما بين الطرفين.
ويعيش الملايين من المواطنين في تعز تحت وطأة انتشار مليشيا الحشد الشعبي التي تشير تقديرات إلى أن عددها يصل إلى أكثر من 3000 إرهابي يقومون بالاعتداءات المتكررة على المدنيين بشكل يومي وهدف هذه المليشيا أساسا تمكين العناصر الانقلابية من المدينة التاريخية.
ووجد أهالي تعز أنفسهم أمام خيانة علنية للإصلاح كشف عنها منصور الأكحلي قائد الحملة الأمنية في تعز، والذي أكد على رفضه قتال مليشيا الحوثي الانقلابية، ومؤخرا حاول الأكحلي تبرير عدم ملاحقة غزوان المخلافي قائلاً: “(هو) هاربٌ في مناطق متاخمة للانقلابيين، وعندما تتم مداهمة هذه المنطقة لا شك أنّنا لن نشتبك مع غزوان كشخص وإنما سنشتبك أيضاً مع الانقلابيين وقد نُحدث معركة ليس لها مبرر”.
الانتهاكات المتكررة التي أقدمت عليها مليشيا الإصلاح أضرت بشكل مباشر البنية التحتية لمدينة تعز، الأمر الذي يزيد من صعوبة رمضان هذا العام على النازحين من المدنية في ظل شكاوى عدة من ارتفاع أسعار السلع في ظل حصار المدنية من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية، والتي تمنع دخول السلع الغذائية إلى أهالي المدينة.
وأكد تقرير حقوقي صادر عن منظمة حق للدفاع عن الحقوق والحريات، أن الاعتداء الأخير على المدينة القديمة قد أدى إلى مقتل 12 مدنياً بينهم سيدة وجرح 40 اخرين وعدد 20 عملية اقتحام لمنازل مدنيين وتدمير(140) منزل (تدمير جزئي وبعضها تعرض لتدمير كلي، وتضرر منشآت خاصة وعامة ومرافق صحية وتعليمية. 
وأضاف التقرير ان المدينة القديمة تعرضت لاعتداءين خلال مارس – ابريل 2019م جرى خلالهما مداهمة المنازل والتنكيل بساكنيها تزامناً مع عمليات اعتقال عشوائية بحق المدنيين من أبناء المدينة في حين عرٌضت النساء والأطفال للخوف والهلع الشديدين مع استمرارية إطلاق النيران بكثافة وبعشوائية.
التقرير أكد أن حقوق الإنسان تعرضت خلال الاعتداء الأخير على المدينة القديمة لجرائم متعددة تعد جرائم جسيمة بموجب القانون الدولي , وهناك تجاوزات ذات أبعاد سياسية ومذهبية أظهرها الاعتداء الأخير على المدينة بوجود ومشاركة فعلية لجماعات مسلحة تحت مسمى ( الحشد الشعبي ) وهو ما يعد سابقة خطيرة واستمرارية وجودها ستؤدي الى صراعات دموية على المدائين المنظور والبعيد على غرار ما يجري في بعض من الدول العربية.
وأشار التقرير، أن السلطات الحكومية لم تتخذ أية إجراءات حيال تلك الاعتداءات في المدينة القديمة ولزاماً عليها القيام بفتح تحقيقات موضوعية ووافيه لإظهار الدوافع والأسباب الحقيقية وراء تلك الاعتداءات المسلحة وعن الأسباب لحملة التهجير القسري للأهالي الأصليين من المدينة القديمة , وإطلاع الرأي العام بنتائج تلك التحقيقات.
وتحدث التقرير عن تصاعد جرائم الاغتيالات بوتيرة عالية حيث سُجلت (350) عملية اغتيال منذ تحرير مدينة تعز فضلاً عن عمليات الاغتصاب التي يتعرض لها الأطفال حيث وصلت في إحصائية إلى (10) حالات وكذا المقابر الجماعية فقد تم العثور في أوقات مختلفة في الفترات السابقة من هذا العام وكذلك عام 2018م على جثث متحللة في تلك المقابر الجماعية وفي مناطق مختلفة من مدينة تعز في معظمها كانت لعدد من السجناء ومنها جثث مجهولة.
وقال التقرير الخاص بوضع مدينة تعز تحت حكم الميليشيا إن إحصائية الضحايا من القتلى المدنيين منذ بدء الحرب وصلت إلى أكثر من ( 3000 ) قتيل معظمهم من الأطفال والنساء وأعداد قتلى الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية بلغت ( 754 ) ضحية و (16,000) جريحاً منذ سيطرتهم على محافظة تعز.
وفي الجانب الصحي قال التقرير إن عدد المصابين بالكوليرا من بداية عام 2019م حتى ألان بلغ (6000) حالة بينهم (28) حالة وفاة، وان عدم تزويد المستشفيات الحكومية بأدوية وأجهزة الغسيل الكلوي فاقم الوضع الصحي وأدى إلى وفاة (80) شخصاً مصاباً بالفشل الكلوي عام 2018م وعدد المصابين بحمى الضنك (6146) توفى منهم (16) شخص وعدد المصابين بالكوليرا (14222) توفى منهم (33) شخصاً وأكثر الأمراض فتكاً بالمحافظة كان السرطان حيث عدد المصابين (7000) توفى منهم ألف شخص خلال عام 2018م حسب إحصائية من مكتب وكيل المحافظة للشؤون الصحية .