غريفيث إلى صنعاء.. تعددت الزيارات وقصف الحديدة مازال مستمرا
على مدار الخمسة أشهر الماضية، وطأت أقدام المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى صنعاء عشرات المرات، ولكن في كل مرة كان يتم استقباله بتصعيد حوثي على مناطق المدنيين بالحديدة، في إشارة إلى أنها لا تكترث كثيرا بما ستسفر عنه تلك الزيارة في ظل التواطؤ الأممي مع المليشيا الانقلابية.
العناصر الانقلابية مارست الأمر ذاته، خلال الزيارة التي أنهاها غريفيث اليوم إلى صنعاء، ورغم خروج تسريب تشي بتراجع مليشيا الحوثي عن موقفها السابق والرافض لتطبيق المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار بالحديدة، لكنها في الوقت ذاته لم تتوقف عن قصف مواقع المدنيين، بما يشي بأنها غير جادة في أي عهود قد تكون قد أقرتها خلال الاجتماعات التي استمرت على مدار اليومين.
ويرى مراقبون أن استمرار قصف مواقع المدنيين في وقت وجود غريفيث بصنعاء يبرهن على أن الموقف العسكري الحوثي من الحديدة لن يتغير وأنها لن تقبل بالانسحاب من الموانئ التي تحتلها، وأي أي تنازلات قد تقدم عليها ستكون وقتية ولتحقيق مصالح ضيقة بالنسبة إليها، لأن استمرار التصعيد لمدة خمسة أشهر - منذ توقيع اتفاق السويد-، يؤكد أن هناك سياسية حوثية عامة ترى أن المواجهات العسكرية هي السبيل الوحيد لإنهاء تواجدها وأنها لا تعترف بأي اتفاقيات تتخذها كهدنة تعيد خلالها ترتيب أوراقها.
وكشفت مصادر مطلعة في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي"، أن غريفيث انتزع موافقة من زعيم مليشيا الحوثي " عبدالملك الحوثي " حول خطة رئيس فريق المراقبين الجنرال مايكل لوليسغارد بشأن تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار، بعد أن كانت مليشيا الحوثي قد رفضت الخطة مجددا رغم التعديلات الجديدة التي ادخلها لوليسغارد على الخطة.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن غريفيث كرس اللقاء الذي جمعه بزعيم مليشيا الحوثي حول تنفيذ اتفاق الحديدة رغم طرح الأخير الكثير من المواضيع موضحة إن غريفيث حصل على موافقة شفهية من عبدالملك الحوثي على خطة لوليسغارد .
وذكرت المصادر، أن مليشيا الحوثي تفرض تكتمًا شديدًا على موافقتها على خطة لوليسغارد , وهو ما يبقى الباب مواربا أمام تملص جديد .
وتأتي تلك الأنباء بالتزامن مع قصف مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، اليوم الإثنين أول أيام شهر رمضان، مواقع ألوية العمالقة في جنوب محافظة الحديدة، وأفادت مصادر عسكرية، أن مواقع ألوية العمالقة في جبهات حيس والجبلية والتحيتا تعرضت لقصف مدفعي عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفية،.
فيما كثفت مليشيات الحوثي من خروقاتها ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين واحتراق عدد من المنازل، وكشفت مصادر محلية عن استشهاد مواطن بقناصة المليشيات شرق مديرية حيس، مشيرا إلى أن القصف الحوثي استهدف منازل المواطنين في شارع الشهداء بمدينة الحديدة ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
وأضافت المصادر أن مليشيات الحوثي قصفت مزارع وممتلكات المواطنين جنوب وغرب مدينة التحيتا، واستهدفوا مدينة الدريهمي المحاصرة بالمدفعية والعيارات الرشاشة .
وتابعت المصادر أن منزلين في مدينة الدريهمي احترقا نتيجة قصف المليشيات الحوثية بالمدفعية والعيارات الرشاشة، فيما تواصل المليشيات استهداف منازل وممتلكات المواطنين في قريتي الزعفران، ومحل الشيخ بمديرية الدريهمي.
وروى مواطنون بمحافظة الحديدة مدى المعاناة التي وقعت لهم جراء الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية في كافة مديريات المدينة، وأشاروا إلى أن المليشيات الحوثية تسببت في تركهم منازلهم والتشريد والنزوح من مكان لآخر بحثاً عن الأمان، لافتاً إلى أن مديرية الدريهمي نالت نصيبها من الجرائم الحوثية المتمثلة بقصف المنازل وقتل المواطنين وتهجير السكان من منازلهم.