ألغامٌ في محيط المطاحن.. شهادات أممية تفضح إرهاب الحوثيين
لا تتوقّف مليشيا الحوثي الانقلابية عن استخدام الملف الإنساني سلاحاً للفتك بملايين اليمنيين، ضاربةً كل الأعراف والقيم فيما وراء الجدران، مخلفةً أزمة مأساة لم يرَ العالم مثلها.
أحد أوجه الجرائم الحوثية على الصعيد الإنساني يتمثّل في إمكانية إتلاف كميات كبيرة من مخزون القمح في مطاحن البحر الأحمر إذا لم يتم الإسراع بطحنها وتوزيعها، حيث كانت تقوم الميليشيا بمنع الوصول إليها.
الناطق باسم برنامج الأغذية العالمي إيرفيه فيروسيل قال إن فريقاً فنياً تابعاً للبرنامج وصل إلى المطاحن للبدء في تنظيف المعدات وصيانتها استعداداً لطحن القمح، إذ إن الأولوية هي البدء في تنظيف معدات الطحن وصيانتها وتعقيم القمح وهي المهمة التي يتوقع أن تستغرق بضعة أسابيع قبل البدء في طحن القمح وتوزيعه على المناطق الأكثر احتياجاً.
وقيَّم خبراءٌ من الأمم المتحدة سمح لهم بدخول المطاحن لفترة وجيزة للمرة الأولى في فبراير الماضي أنَّ نحو 70% من كمية القمح يمكن إنقاذه، لكن هذا التقييم تراجع الآن حيث يؤكد برنامج الغذاء العالمي أن إنتاجية الطحين ستكون أقل من المعتاد بسبب تفشي السوس في القمح، ويخشى أن يتم إتلاف بقية الكمية إذا لم يتم الإسراع بطحنها وتوزيعها خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة.
وفد برنامج الغذاء العالمي رصد كذلك آلاف العبوات الناسفة والألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في مطاحن البحر الأحمر وأدت إلى تأخر استئناف عملياته الإنسانية، وذلك بهدف إعادة تشغيل المنشأة التي تحتوي على أطنان من الدقيق بمحافظة الحديدة غربي اليمن.
وقد كشف قائد الفرق الهندسية لنزع ومكافحة الألغام العميد ركن عبدالسلام المحرمي، للمسؤولين الأمميين، أنّه تم انتزاع وتفكيك آلاف العبوات والألغام في محيط 600 متر، وذلك في إرهاب حوثي ممنهج كان يستهدف تعطيل إعادة تشغيل مطاحن البحر الأحمر.
وأوضح المحرمي أنَّ أكثر من 80 خبيراً شاركوا على مدى شهرين متتاليين في تطهير مخازن الحبوب وثكنات المليشيات الحوثية وسط المطاحن.
وانتزعت الفرق الهندسية 5700 عبوة ولغم حوثي، منها عبوات مموهة كانت مزروعة وسط القمح وتم اكتشافها بعد رصد دقيق بدعم من التحالف العربي، كما تمّ العثور وانتزاع عشرات الألغام البحرية التي تهدد السفن الإغاثية في البحر الأحمر، فضلا عن جرائمها المتواصلة وحصدها لأرواح عشرات الصيادين .
واستمعت مديرة برنامج الغذاء العالمي في عدن، سارة فوليستيك، من القائم بأعمال المدير التنفيذي لمطاحن البحر الأحمر أنور الفقيه، لشرح حول مدى صلاحية الحبوب داخل المخازن واحتياجات إعادة تشغيل صوامع الدقيق وإدخالها عبر المناطق المحررة بالتنسيق مع قوات التحالف العربي والتي قدمت كافة التسهيلات لإنقاذ عشرات الأطنان من حبوب القمح والمخصص لنحو ثلاثة ملايين محتاج.
وأكّد الفقيه أنَّ مطاحن البحر الأحمر نجحت في إدخال 23 عاملاً من إجمالي 200 موظف وسيستمر خلال الأيام المقبلة على إصلاح وصيانة المولدات التي تم تدميرها من قبل الانقلاب الحوثي.
وأعرب الفقية عن أمله في أن يتمكن العاملين من الانتقال من مدينة الحديدة الخاضعة للمليشيات ومقر المطاحن شرقي المدينة الواقعة تحت سيطرة القوات المشتركة، موضحًا أنَّ استئناف إعادة تشغيل المطاحن خلال الأيام العشرة المقبلة تجري وفق خطة لإخراج المواد التالفة وتبخير الدقيق وصيانة كافة المعدات والصوامع.
ممثل الوفد الحكومي، ومتحدث عمليات الساحل الغربي وضاح الدبيش، قال من جهته، إنَّ الزيارة الطويلة لوفد الغذاء العالمي تأتي ضمن ترتيبات تنفيذ الخطوة 2 من اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة.
وأشار الدبيش، إلى أن الوفد الحكومي في لجنة إعادة الانتشار أبلغ المبعوث الأممي، مارتن جريفيث في أكثر من مناسبة استعداده فتح ممرات إنسانية عبر المناطق المحررة.