لهذه الأسباب يلقي الحوثي بكل أوراقه في معركة الضالع
رأي المشهد العربي
قبل أن تذهب مليشيا الانقلاب الحوثي إلى ستوكهولم لتوقيع اتفاق السويد في شهر ديسمبر الماضي، كان التركيز الحوثي ينصب على معركة الحديدة، غير أن الأوضاع قد تغيرت بعد أقل من أربعة أشهر على توقيع الاتفاق، إذ تبدلت الاهتمامات الحوثية لتصبح الضالع هي الجبهة ذات الأهمية القصوى بالنسبة لها، ما يطرح عديد الأسئلة حول أهداف هذا التحول.
الإجابة على هذا السؤال متفرعة ومتداخلة أيضا، ولكن جذور التحول الحوثي الأساسية تمتد إلى العام 2015، إذ أن الضالع كانت أول محافظات الجنوب المحررة من فلول الحوثيين على أيدي المقاومة الجنوبية ، وفي تلك المعارك تكبدت العناصر الانقلابية خسائر فادحة وكانت مقدمة لهزيمتها في باقي محافظات الجنوب التي تحررت قبل نهاية العام ذاته.
وبالتالي فإن جزء من الحشد الحوثي الحالي باتجاه الضالع هدفه الأساسي الثأر من المقاومة الجنوبية، ويظهر ذلك واضحا من خلال عملية الحشد التي وصلت إلى حد إلقاء جميع الأوراق العسكرية المهمة في معركة واحدة، وأن ما كشف ذلك مقتل عشرات القيادات البارزين في جبهات الضالع حتى الآن، وتضطر العناصر الانقلابية للكشف عن ذلك من خلال الجنازات العسكرية التي تقيمها لقتلاها العسكريين البارزين في صنعاء.
لا تعد الضالع منطقة إستراتيجية هامة بالنسبة لمليشيا الحوثي الإنقلابية، بل على العكس فإن جبهة الحديدة تعد أكثر أهمية لأنها تطل على ساحل البحر الأحمر وتتلقى معوناتها من خلال الموانئ التي تسيطر عليها، وبالتالي فإن نقل ثقلها العسكري في الوقت الحالي من الحديدة إلى الضالع يكشف أن الهدف الأساسي هو استهداف الجنوب، ومحاولة رد الهزيمة التي تلقتها، تحديدا وأن جبهة الحديدة تسير الأوضاع فيها كما تريد العناصر الانقلابية بفعل التواطؤ الدولي.
السبب الثاني أن العناصر الانقلابية وجدت أنها قد تتعرض إلى خسائر تفقدها مناطق عديدة في ظل القوة العسكرية للقوات المسلحة الجنوبية التي تلقت دعما عسكريا من المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الأشهر الماضية، وبالتالي فإن قوة المقاومة الجنوبية في الضالع تهدد تواجد الحوثيين في إب المحاذية لها، بالرغم من أنها كانت تتواجد بشكل جزئي في مديرية قعطبة ولكن من دون أن تلقى أي مقاومة من قبل قوات الجيش التي كانت تؤمن وجودها في تلك المناطق.
تلك النقطة تأخذنا للدور الذي كانت تلعبه خيانات الإصلاح على مدار الخمس سنوات الماضية بحق محافظات الجنوب، ففي جبهة العود على سبيل المثال والتي تشهد في تلك الأثناء معارك طاحنة ما بين المقاومة الجنوبية والعناصر الانقلابية كان هناك اتفاقيات علنية ما بين قائد اللواء ٣٠ مدرع –المقال من منصبه-عبد الكريم الصيادي وبين شيوخ مواليين للحوثي في تلك المناطق ومنهم آخرين في دمت على راسهم الشيخ القبلي عبدالواحد الصيادي والذي كان نجله حميد مديرا لمكتب العميد عبدالكريم الصيادي خلال توليه قيادة اللواء خلال الفترة الماضية، وهو ما حفز الحوثي على تكثيف تواجدهم في تلك المناطق.
وتثار العديد من الأنباء بحق العلاقة ما بين الصيادي وعبدالملك الحوثي والتي وصلت إلى حد تقديم عبدالملك الحوثي هدية كانت عبارة سيارة فارهة كهدية للصيادي على خيانته، وكان ذلك الأمر أحد أهم أسباب التي مكنت مليشيا الحوثي من الوصول إلى جبهة العود.
أما السبب الثالث الذي يكشف ما وراء الحشد الحوثي باتجاه الضالع يرتبط بالعلاقة ما بين الحوثي والإصلاح، ويبدو أن هناك صفقات خفية ما بين الطرفين ترتبط بتقسيم السيطرة على بعض المناطق مثلما الوضع في تعز، وبالتالي فإن إحساس الإصلاح بالفشل نتيجة النجاحات المتتالية التي تحققها قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية يدفعهم لحث الحوثيين على التقدم ارتكانا على تسهيل تقدمهم من خلال خيانتهم لمناصبهم العسكرية في قوات الجيش، وترتب على ذلك تقدم الحوثيين باتجاه العديد من المناطق الإستراتيجية قبل أن تستعيد القوات الجنوبية زمام المبادرة لتتعامل بمفردها مع المليشيا الانقلابية.
وأكدت مصادر عسكرية، أمس الاثنين، مصرع وإصابة 170 من عناصر مليشيات الحوثي من بينهم قيادات ميدانية بارزة خلال مواجهات مع قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية في شمال محافظة الضالع.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن العناصر الانقلابية تكبدت خسائر بشرية بالأمس أيضا خلال عمليات تصدي لعدة هجمات كانت المليشيا الانقلابية تحاول تنفيذها في عدة قطاعات شمالي مديرية قعطبة.